من كرامات الصحابة رضي الله عنهم

بسم الله الرحمن الرحيم
الطفيل ابن عمرو الدوسي

رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا.. ( الفتح – 18 )
روينا عن محمد بن سعد قال انا محمد بن عمر قال حدثنى عبدالله بن جعفر عن عبدالواحد بن أبى عون الدوسى وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل شريفا شاعرا نبيلا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى اليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذى بين ظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وأبيه وبين الرجل وأخيه قال فوالله ما زالوا بى حتى أجمعت أن لا اسمع منه شيئا ولا أكلمه فأبى الله إلا ان يسمعنى بعض قوله فمكثت حتى انصرف إلى بيته فقلت يا محمد إن قومك قالوا لى كذا وكذا حتى سددت أذنى بكرسف لئلا اسمع قولك فاعرض على أمرك فعرض عليه الاسلام وتلا عليه القرآن فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت فقلت يا نبى الله انى امرؤ مطاع في قومى وأنا راجع اليهم فداعيهم إلى الاسلام فادع الله ان يكون لى عونا عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل له آية فخرجت حتى اذا كنت بثنية تطلعنى على الحاضر وقع نور بين عينى مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهى فانى أخشى ان يظنوا أنها مثلة فتحول في رأس سوطى فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور كالقنديل المعلق قال فأتانى أبى فقلت له قال دينى دينك فأسلم ثم أتتنى صاحبتى فذكر مثل ذلك فأسلمت ثم دعوت دوسا إلى الاسلام فابطئوا على ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتنى دوس فادع الله عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا فخرجت اليهم ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن اسلم من قومى وهو بخيبر بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرور ففعل ثم قلت بعد فتح مكة يا رسول الله ابعثنى إلى ذى الكفين صنم عمرو بن حممة ( ) حتى احرقه فبعثه . وجعل الطفيل يقول :
يا ذا الكفين لست من عبادكا .. ميلادنا اكبر من ميلادكا .. أنا حشوت النار في فؤادكا قال فلما احرقته اسلموا جميعا ثم قتل الطفيل باليمامة شهيدا . والخبر عند ابن سعد