منتديات ايجى لايك
سورةالمائده تفسيرها ومضمونها 10378110
منتديات ايجى لايك
سورةالمائده تفسيرها ومضمونها 10378110

منتديات ايجى لايك

الافضل دائــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــاً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
شروط وقوانين علبه الدردشه
لعبه النطاط برابط واحد مباشر
Hot choclate
برنامج الفوتوشوب اخر نسخة ب حجم خرافي وصغير جدا
نباتات مهدد بالانقراض... ضروري
قصة مصورة رائعة لجحا
استايل فلاشي vb3.8 على ايجي لايك
10 ابيات شعرية عربة عن الحب
ترددات كل قنوات الاخبار ...
فيلم الرعب Killer Holiday 2013 HDRip مترجم
الإثنين ديسمبر 09, 2013 10:19 am
الأربعاء نوفمبر 06, 2013 7:47 am
الإثنين نوفمبر 04, 2013 1:26 am
السبت أكتوبر 26, 2013 6:22 am
الجمعة أكتوبر 25, 2013 3:28 pm
الجمعة أكتوبر 25, 2013 3:07 pm
الجمعة أكتوبر 25, 2013 3:02 pm
الجمعة أكتوبر 25, 2013 2:54 pm
الجمعة أكتوبر 25, 2013 2:26 pm
الجمعة أكتوبر 25, 2013 6:13 am










احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 238 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو beshooo-22 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 3194 مساهمة في هذا المنتدى في 2235 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية
عداد زوار المنتدى

.: أنت الزار رقم :.


شاطر
 

 سورةالمائده تفسيرها ومضمونها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:06 am

سبب التسمية :


سُميت" ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]" وهي أحد معجزات سيدنا عيسى إلى قومه عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلوا منها وتطمئن قلوبهم .




التعريف بالسورة :


1 ) سورة مدنية .
2) من السور الطول.
3) عدد آياتها 120 آية.
4) هي السورة الخامسة في ترتيب المصحف .
5) نزلت بعد سورة الفتح .
6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " يا أيها الذين آمنوا " .
7) تقع في الجزء السادس والسابع ، الحزب ، 11،12،13 " الربع " 1: 9





محور مواضيع السورة :


سورة
المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب
التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال إلى جانب موضوع العقيدة
وقصص أهل الكتاب قال أبو ميسرة :المائدة من أخر ما نزل من القران ليس فيها
منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة .



سبب نزول السورة :


[color:a5b6="rgb(46, 139, 87)"]1) قال تعالى " ولاَ
تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله " قال ابن عباس : نزلت في الخطيم واسمه شريح بن
ضبيع الكندي أتى النبي من اليمامة إلى المدينة فخَلَّفَ خيله خارج المدينة
ودخل وحده على النبي

فقال : إلام تدعوا الناس ؟ قال : إلى شهادة أن لا اله الا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ،

فقال : حسن إلا أن لي أمراء لانقطع أمرا دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم ،وقد
كان النبيقال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ثم خرج من عنده

فلما خرج قال رسول الله : لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبي غادر وما الرجل
مسلم فمر بسرح المدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله عام
القضية سمع تلبية حجاج اليمامة

فقال: لأصحابه هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هديا من سرح المدينة وأهدى
إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى "ياءيها الذين آمنوا لا
تحلوا شعائر الله " يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الاسلام .


2) قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " الآية جاء رجل من اليهود إلى عمر
بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين انكم تقرؤون آية في كتابكم لو لينينينا
معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا

فقال اي آية هي

قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال عمر : والله إني
لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله والساعة التي نزلت فيها على رسول
الله عشية يوم عرفة في يوم جمعة رواه البخاري .


3) قال تعالى " يسألونك ماذا أُحل لهم " الآية . عن القعقاع بن الحكيم أمر
رسول اللهبقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الامة
التي أمرت بقتلها فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي "يسألونك ماذا أحل لهم
قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين ."











مضمون السورة:






تناولت السورة
موضوع التشريع بإسهاب ، إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب ، وفيها
التوصية بأهمية الوفاء بالعقود والمواثيق بكل أنواعها .



1- ابتدأت السورة بالحديث عن
بعض الأحكام الشرعيّة وأهمها : أحكام العقود والذبائح والصيد والوضوء ،
وأمرت بالاستقامة والعدل وذلك لبيان الحلال والحرام ، مذكرة بنعم الله
تعالى الجليلة على عباده بالهداية إلى الإسلام ودفع الشرور عنهم

،من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ .. {1} )

إلى قوله تعالى : ( ... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {11})


2- أعقبت ذلك ببيان الميثاق الذي أخذه الله تعالى على أهل الكتاب ونقضهم إياه

، ومعاقبة الله تعالى لهم بتسليط بعضهم على بعض ، وفي الآيات دعوة إلى الاهتداء بنور القرآن الكريم ،

من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيـباً ... {12})

إلى قوله تعالى : ( .. فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19})


3- ذكرت الآيات تمرد بني إسرائيل وعصيانهم لأمر الله لهم بالقتال في سبيله ،

وعقابه تعالى لهم بجعلهم يتيهون في الأرض أربعين سنة ،

من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ
نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء... {20})

إلى قوله تعالى : (فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {26})


4- ثم ذكرت قصّة ابني آدم قابيل وهابيل ، وعصيان ( قابيل ) وقتله النفس
البريئة التي حرمها الله بغير الحقّ ، أعقبتها ببيان عاقبة الإفساد في
الأرض ،

وفتح باب التوبة للتائبين وبيّنت الآيات عقاب الضالين ، كما بيّنت حدّ السرقة وأنه تعالى غفار لكل من آمن وتاب ،

من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ... {27})

إلى قوله تعالى : ( .. يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {40})


5- أعقبت ذلك بذكر أمر المنافقين و اليهود في حسدهم للنبي صلى الله عليه
وسلم وتربصهم به وبأصحابه الدوائر، وبيَّنت الآيات أن الله تعالى سيعصم
رسوله من شرّهم وينجيه من مكرهم ،

ثم ذكرت ما أنزل الله من أحكام نورانية في شريعة التوراة والإنجيل والقرآن
الكريم فكلها كتب سماوية فيها حكم الله تعالى وقد نسخها القرآن الكريم
وجاء الأمر الإلهي باتِّباع أوامر الله تعالى فيه ،

من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ... {41})

إلى قوله تعالى : (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يـَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمـاً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50})


6- حذَّرت الآيات من موالاة اليهود والنصارى ، وعدّدت جرائم اليهود وما
اتهموا به الذات الإلهية المقدسة من شنيع الأقوال وقبيح الفعال ،

من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ.. {51})



إلى قوله تعالى : ( ... مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66})


7- بيّنت أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة ووعده له
بالحفظ والنصرة ، ثم بيّنت تحريف أهل الكتاب لكتبهم السماوية وكفرهم
بالرسل الذين أرسلوا من الله إليهم ،

واعتقادهم بألوهية عيسى عليه السلام ، وبيّنت سخطه تعالى على أهل الكتاب ،
فقد كانوا لا يتناهون عن المنكر فيما بينهم ، ويتخذون الكافرين أولياء ،
فكانت عاقبتهم الخلود في نار جهنم ،

من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ.. {67})

إلى قوله تعالى : (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا
أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً
مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {81})


8- ذكرت الآيات عداوة اليهود الشديدة للمسلمين ، وبيّنت أن النصارى ألين عريكة من اليهود في التعامل مع المسلمين ،

ثم عادت إلى الأحكام الشرعية فذكرت منها : كفّارة اليمين ، وتحريم الخمر والميسر ، وجزاء قتل الصيد في حالة الإحرام ،

من قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.. {82})

إلى قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً
لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا
دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {96})


9- ذكرت الآيات أن الله تعالى قد جعل الكعبة قياماً للناس ، وأنّه ركز في القلوب تعظيمها .


وجاء في الآيات نهي الناس عن السؤال عن أشياء إن بدت لهم ساءتهم كحال آباءهم في الجنة أم في النار .


كما جاء في الآيات ذمٌّ للمشركين حين أحلّوا ما حرم الله تعالى .


وتضمنت الآيات دعوة لإصلاح النفس وتهذيبها ، من قوله تعالى : (جَعَلَ
اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ.. {97})

إلى قوله تعالى : (إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105})
10- ذكرت أهمية الوصيّة عند دنو الأجل وأمر الناس بتقوى الله ،

من قوله تعالى : (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ
إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ {106})

إلى قوله تعالى : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى
وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ
وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ {108})


11- أخبرت الآيات عن يوم القيامة وأهواله ، وسؤال الله تعالى الرسل عن أممهم .

وانتقل الحديث في الآيات للإخبار عن المعجزات التي أيد بها الله عبده ورسوله عيسى عليه السلام .

وذكرت معجزة المائدة التي أنزلها تعالى على بني إسرائيل من السماء .

وختمت السورة الكريمة ببراءة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام من دعوى الألوهية ،

من قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا
أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
{109})

إلى قوله تعالى : (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {120}‏)













اسباب نزول السورة













قوله تعالى (لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ) الآية.

قال ابن عباس: نزلت في الخطيم واسمه شريح بن ضبيع الكندي أتى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم من اليمامة إلى المدينة فخلف خيله خارج المدينة ودخل
وحده على النبي عليه الصلاة والسلام

فقال: إلام تدعو الناس

قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فقال: حسن
إلا أن لي أمراء لا نقطع أمراً دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم وقد كان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم

قال لأصحابه: يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ثم خرج من عنده فلما خرج قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:

لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبى غادر وما الرجل مسلم فمر بسرح المدينة
فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام
القضية سمع تلبية حجاج اليمامة

فقال لأصحابه: هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هدياً من سرح المدينة وأهدى إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه

أنزل الله تعالى (يا أَيُّها الَذينَ آَمَنوا لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ) يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الإسلام.

وقال زيد بن أسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه
بالحديبية حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم ناس من
المشركين يريدون العمرة فقال أصحاب رسول الله r: نصد هؤلاء كما صدنا
أصحابهم

فأنزل الله تعالى (لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَهرَ الحَرامَ وَلا
الهَديَ وَلا القَلائِدَ وَلا آَمّينَ البَيتَ الحَرامَ) أي ولا تعتدوا على
هؤلاء العمار إن صدكم أصحابهم.

قوله تعالى (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم) الآية.

نزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي r بعرفات على ناقته العضباء.

أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا جعفر بن عون
قال: أخبرني أبو عميس عن قيس بن حاتم عن طارق بن شهاب

قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير
المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك
اليوم عيداً فقال: أي آية هي قال (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم
وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي)

فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم عشية يوم عرفة في يوم عرفة في يوم جمعة.

رواه البخاري عن الحسن بن صباح. ورواه مسلم عن عبد بن حميد كلاهما عن جعفر بن أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشاذياخي

قال: أخبرنا ناقد بن أحمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثنا
يحيى بن حكيم قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا حماد عن عباد بن أبي عمار

قال: قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم
وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الِإسلامَ ديناً) فقال
اليهودي: لو نزلت هذه علينا في يوم لاتخذناه عيداً فقال ابن عباس: فإنها
نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحد يوم جمعة وافق يوم عرفة.

قوله (يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم) الآية. أخبرنا أبو بكر الحارثي قال:
أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان
قال: حدثني ابن أبي زائدة عن موسى بن عبيدة عن أبان بن صالح عن القعقاع بن
الحكيم عن سلمى أم رافع عن أبي رافع

قال: أمرني رسول الله r بقتل الكلاب فقال الناس: يا رسول الله ما أحل لنا
من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي

(يَسأَلونَكَ ماذا أُحلَِّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَيِّباتُ وَما عَلَمتُم مِّنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبينَ)

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكرة بن بالويه عن محمد بن سادان
عن يعلى بن منصور عن ابن زائدة. وذكر المفسرون شرح هذه القصة قالوا: قال
أبو رافع جاء جبريل عليه السلام إلى النبي r واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل
فخرج رسول الله r

فقال: قد أذنا لك يا رسول الله فقال: أجل يا رسول الله ولكنا لا ندخل بيتاً فيه صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو

قال أبو رافع: فأمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته حتى بلغت العوالي
فإذا امرأة عندها كلب يحرسها فرحمتها فتركته فأتيت النبي r فأخبرته فأمرني
بقتله فرجعت إلى الكلب فقتلته فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب جاء ناس

فقالوا: يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الأمة التي تقتلها فسكت رسول
الله r فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أذن رسول الله r في اقتناء
الكلاب التي ينتفع بها ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه منها وأمر بقتل الكلب
الكلب والعقور وما يضر ويؤذي ودفع القتل عما سواهما وما لا ضرر فيه.

وقال سعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين وهو زيد الخيل الذي سماه رسول الله r زيد الخير

فقالا: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فإن كلاب آل درع وآل
حورية تأخذ البقر والحمر والظباء والضب فمنه ما يدرك ذكاته ومنه ما يقتل
فلا يدرك ذكاته وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها فنزلت

(يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُم الطَيِّباتُ) يعني
الذبائح (وَما عَلَّمتُم مِّنَ الجَوارِحِ) يعني وصيد ما علمتم من الجوارح
وهي الكواسب من الكلاب وسباع الطير.

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم) الآية.

أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه
قال: أخبرنا أبو لبابة محمد بن المهدي الميهني قال: حدثنا عمار بن الحسن
قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمر بن عبيد عن
الحسن البصري عن جابر بن عبد الله الأنصاري

أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحرث قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا
أقتل لكم محمداً قالوا: نعم وكيف تقتله قال: أفتك به قال: فأقبل إلى رسول
الله r وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال: نعم
فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم به فكبته الله عز وجل

ثم قال: يا محمد ما تخافني قال: لا قال: ألا تخافني وفي يدي السيف قال:
يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله r فأنزل الله تعالى
(اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم
أَيدِيَهُم).

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر أن رسول الله r نزل منزلاً وتفرق الناس
في العضاه يستظلون تحتها فعلق النبي r سلاحه على شجرة فجاء عرابي إلى سيف
رسول الله r ثم أقبل عليه

فقال: من يمنعك مني قال الله قال ذلك الأعرابي مرتين أو ثلاثاً والنبي r
يقول الله فشام الأعرابي السيف فدعا النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه
فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه.

وقال مجاهد والكلبي وعكرمة: قتل رجل من أصحاب رسول الله r رجلين من بني سلم
وبين النبي عليه الصلاة والسلام وبين قومهما موادعة فجاء قومهما يطلبون
الدية فأتى النبي عليه الصلاة والسلام ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة
وعبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليهم أجمعين فدخلوا على كعب بن الأشرف
وبني النضير يستعينهم في عقلهما

فقالوا: يا أبا القاسم قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس هو وأصحابه فجاء بعضهم ببعض

وقالوا: إنكم لم تجدوا محمداً أقرب منه الآن فمن يظهر على هذا البيت فيطرح
عليه صخرة فيريحنا منه فقال عمر بن جحاش بن كعب أنا فجاء إلى رحا عظيمة
ليطرحها عليه فأمسك الله تعالى يده وجاء جبريل عليه السلام وأخبره بذلك
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى (إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ) أخبرنا
أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي قال: حدثنا أبو عمرو بن نجيد قال:
أخبرنا مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن أنس أن رهطاً من عكل وعرينة أتوا رسول الله r

فقالوا: يا رسول الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة
فأمر لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بذود أن يخرجوا فيها فليشربوا من
ألبانها وأبوالها فقتلوا راعي رسول الله r واستاقوا الذود فبعث رسول الله r
في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وثمل أعينهم فتركوا في الحرة حتى
ماتوا على حالهم.

قال قتادة: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ
يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَساداً) إلى آخر
الآية. رواه مسلم عن عبيد الأعلى عن سعيد إلى قول قتادة.

قوله تعالى (وَالسارِقُ وَالسارِقَةُ فَاِقطَعوا أَيدِيَهُما) قال الكلبي: نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع وقد مضت قصته.

قوله تعالى (يا أَيُّها الرَسولُ لا يُحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في
الكُفرِ) الآيات. حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء قال: أخبرنا
أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال: حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي قال:
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب

قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم

فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا: نعم قال: فدعا رجل من
غلمانهم فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام هكذا
تجدون حد الزاني في كتابكم قال: لا ولولا أنك نشدتني لم أخبرك نجد حد
الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه
وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد

فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على
التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله r: اللهم إني أول من أحيا أمرك
إذ أماتوه فأمر به فرجم

فأنزل الله تعالى (يا أَيُّها الرَسولُ لا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ) إلى قوله (إِن أُوتِيتُم هَذا فَخُذوهُ)

يقولون ائتوا محمداً فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوا به وإن أفتاكم
بالرجم (فَاِحذَروا) إلى قوله تعالى (وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ
فَأُولَئِكَ هُم ُالكَافِرونَ) قال في اليهود إلى قوله (وَمَن لَّم يَحكُم
بِما أَنزَلَ اللهَ فَأَولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ) قال في اليهود إلى قوله
(وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ) قال
في الكفار كلها رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية.

أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن
غوث الكندي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن
البراء بن عازب عن النبي r أنه رجم يهودياً ويهودية

ثم قال (وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الكافِرونَ) (وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظالِمونَ) (وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الفاسِقونَ) قال: نزلت كلها في الكفار رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة.

قوله تعالى (إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ) أخبرنا أبو محمد
الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون

قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق

قال: حدثنا معمر عن الزهري: حدثني رجل من مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود وامرأة قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى
هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها
واحتججناها عند الله وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك فأتوا النبي r وهو جالس في
المسجد مع أصحابه

فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهما حتى أتى بيت
مدراسهم فقام على الباب فقال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما
تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن قالوا: يحمم ويجبه ويجلد والتجبيه:
أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما

قال: وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت ألح به في النشدة

فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال النبي عليه الصلاة والسلام: فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل

قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل من
سراة الناس فأراد رجمه فاحال قومه دونه فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجيء
بصاحبكم فيرجمه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم فقال النبي r: فإني أحكم
بما في التوراة فأمر بهما فرجما. قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم
(إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ يَحكُمُ بِها النَبِيّونَ
الَّذينَ أَسلَموا)

وكان النبي r منهم. قال معمر: أخبرني الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: شهدت
رسول الله r حين أمر برجمهما فلما رجما رأيته يجنأ بيده عنها ليقيها
الحجارة.

قوله عز وجل (وَأَنِ اِحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللهُ) الآية. قال ابن
عباس: إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس
قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد عليه الصلاة والسلام لعلنا نفتنه عن
دينه فأتوه

فقالوا: يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك اتبعنا
اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا
عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله r فأنزل قوله تعالى (يا
أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ)

قال عطية العوفي: جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من
اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود
وآوي إلى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ
من ولاية اليهود فقال رسول الله r: يا أبا الحباب ما تجلب به من ولاية
اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه

فقال: قد قبلت فأنزل الله تعالى فيهما (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا
تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ) إلى
قوله تعالى (فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَّرَضٌ) يعني عبد الله بن أبي
(يُسارِعونَ فيهِم) وفي ولايتهم (يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ)
الآية.

قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا) قال
جابر بن عبد الله: جاء عبد الله بن سلام إلى النبي r فقال: يا رسول الله
إن قوماً من قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا وأقسموا أن لا يجالسونا ولا
نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل وشكى ما يلقى من اليهود فنزلت هذه
الآية

فقرأها عليه رسول الله r فقال: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
ونحو هذا قال الكلبي وزاد أن آخر الآية في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة.

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر

قال: حدثنا الحسين بن محمد عن أبي هريرة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب
قال: حدثنا محمد الأسود عن محمد بن مروان عن محمد السائب عن أبي صالح عن
ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا

فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث وإن قومنا
لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا
يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي عليه
الصلاة والسلام
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا) الآية. ثم إن
النبي r خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فنظر سائلاً فقال: عل أعطاك
أحد شيئاً قال: نعم خاتم من ذهب قال: من أعطاكه قال: ذلك القائم وأومأ بيده
إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: على أي حال أعطاك قال: أعطاني وهو
راكع فكبر النبي r

ثم قرأ (وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آَمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ).

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا الَّذينَ
اِتَّخَذوا دينَكُم هُزُواً وَلَعِباً) قال ابن عباس: كان رفاعة بن زيد
وسويد بن الحرث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما
فأنزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى (وَإِذا نادَيتُم إِلى الصَلاةِ اِتَّخَذوها هُزُواً وَلَعِباً)
قال الكلبي: كان منادي رسول الله r إذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون
إليها قالت اليهود: قوموا صلوا اركعوا على طريق الاستهزاء والضحك فأنزل
الله تعالى هذه الآية.

قال السدي: نزلت في رجل من نصارى المدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن
محمداً رسول الله قال: حرق الكاذب فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم
وأهله نيام فطارت منها شرارة في البيت فاحترق هو وأهله. وقال آخرون: إن
الكفار لما سمعوا الأذان حضروا رسول الله r والمسلمون على ذلك

وقالوا: يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم فإن كنت
تدعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياء من قبلك ولو كان
في هذا خير كان أولى الناس به الأنبياء والرسل من قبلك فمن أين لك صياح
كصياح البعير فما أقبح من صوت ولا أسمج من كفر فأنزل الله تعالى هذه الآية
وأنزل (وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعا إِلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً)
الآية.

قوله تعالى (قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثوبَةً عِندَ
اللهِ) الآية. قال ابن عباس: أتى نفر من اليهود إلى رسول الله r فسألوه عمن
يؤمن به من الرسل فقال: أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم
وإسماعيل إلى قوله (وَنَحنُ لَهُ مُسلِمون) فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته
وقالوا: والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ولا ديناً
شراً من دينكم فأنزل الله تعالى (قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ
مَثوبَةً) الآية.



قوله تعالى (يا أُيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِليكَ مِن رَّبِّكَ)
قال الحسن: إن النبي r قال: لما بعثني الله تعالى برسالتي ضقت بها ذرعاً
وعرفت أن من الناس من يكذبني وكان رسول الله r يهيب قريشاً واليهود
والنصارى فأنزل الله تعالى هذه الآية.

أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي
قال: أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الخلوتي
قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة قال: حدثنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي
حجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية (يا أَيُّها الرَسولُ
بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب
رضي الله عنه.

قوله تعالى (وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ) قالت عائشة رضي الله عنها: سهر
رسول الله r ذات ليلة فقلت: يا رسول الله ما شأنك قال: ألا رجل صالح
يحرسنا الليلة فقالت: بينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح فقال: من هذا قال:
سعد وحذيفة جئنا نحرسك فنام رسول الله r حتى سمعت غطيطه ونزلت هذه الآية
فأخرج رسول الله r رأسه من قبة آدم وقال: انصرفوا يا أيها الناس فَقَد
عَصَمَني الله.

أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا إسماعيل بن نجيد قال: حدثنا
محمد بن الحسن بن الخليل بن محمد بن العلاء قال: حدثنا الجماني قال: حدثنا
النضر عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله r يحرس وكان يرسل معه أبو
طالب رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتى

نزلت عليه هذه الآية (يا أَيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ) إلى
قوله (وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ) قال: فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه
فقال: يا عم إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس.

قوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناسِ عَداوَةً لِّلَّذينَ آَمَنوا اليَهودَ) الآيات إلى قوله (وَالَّذينَ كَفَروا وَكَذَبوا)

نزلت في النجاشي وأصحابه. قال ابن عباس: كان رسول الله r وهو بمكة يخاف على
أصحابه من المشركين فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود في رهط من أصحابه
إلى النجاشي وقال إنه ملك صالح لا يظلم ولا يظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حتى
يجعل الله للمسلمين فرجاً فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم: تعرفون شيئاً
مما أنزل عليكم قالوا: نعم قال: اقرءوا فقرءوا وحوله القسيسين والرهبان
فكلما قرءوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق

قال الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهباناً وَأَنَّهُم
لا يَستَكبِرونَ وَإِذا سَمِعوا ما أُنزِلَ إِلى الرَسولِ تَرى أَعيُنَهُم
تَفيضُ مِنَ الدَمعِ) الآية.

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل

قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو صالح كاتب الليث

قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس بن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن عروة ابن الزبير وغيرهما

قال: بعث رسول الله r عمرو بن أمية الضمري بكتاب معه إلى النجاشي فقدم على
النجاشي فقرأ كتاب رسول الله r ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه
فأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ
سورة مريم عليها السلام فآمنوا بالقرآن وأفاضت أعينهم من الدمع وهم الذين
أنزل فيهم (وَلَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذينَ آَمَنوا
الَّذينَ قالُوا إِنّا نَصارى) إلى قوله (فَاِكتُبنا مَعَ الشاهِدينَ).

وقال آخرون: قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ومعهم سبعون رجلاً
بعثهم النجاشي وفداً إلى رسول الله r عليهم ثياب الصوف اثنان وستون من
الحبشة وثمانية من أهل الشام وهم بحيرا الراهب وإبرهليه وإدريس وأشرف وتمام
وقثم وذر وأيمن فقرأ عليهم رسول الله r سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا
القرآن وآمنوا وقالوا: ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى فأنزل الله
تعالى فيهم هذه الآيات.

أخبرنا أحمد بن محمد العدل قال: حدثنا زاهد بن أحمد قال: حدثنا أبو القاسم
قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شريك بن سالم عن
سعيد بن جبير في قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهباناً)
قال: بعث النجاشي إلى رسول الله r من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً فقرأ عليهم
رسول الله r سورة يس فبكوا فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما
أَحَلَّ اللهُ لَكُم) أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن قال: حدثنا محمد
بن أحمد بن حمدان قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: أخبرنا إسحاق بن منصور
قال: أخبرنا أبو عاصم عن عثمان بن سعد قال: أخبرني عكرمة عن ابن عباس أن
رجلاً أتى النبي r وقال: إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء وإني
حرمت علي اللحم فنزلت (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا
طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم) ونزلت (وَكُلوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ
حَلالاً طَيِّباً) الآية.

قال المفسرون: جلس رسول الله r يوماً فذكر الناس ووصف القيامة ولم يزدهم
على التخويف فرق الناس وبكوا فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون
الجمحي وهم أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله
بن عمر وأبو ذر الغفاري وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن الأسود وسلمان
الفارسي ومعقل بن مضر

واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ولا
يأكلوا اللحم ولا الودك ويترهبوا ويجبو المذاكير فبلغ ذلك رسول الله r
فجمعهم

فقال: ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا فقالوا: بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير

فقال: إني لم أومر بذلك إن لأنفسكم عليكم حقاً فصوموا وأفطروا وقوموا
وناموا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم فمن رغب عن سنتي
فليس مني ثم خرج إلى الناس وخطبهم فقال: ما بال أقوام حرموا النساء والطعام
والطيب والنوم وشهوات الدنيا أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ولا
رهباناً فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع وإن سياحة
أمتي الصوم ورهبانيتها الجهاد واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وحجوا
واعتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان فإنما هلك من كان قبلكم
بالتشديد شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم

فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع فأنزل الله تعالى هذه الآية فقالوا:
يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها وكانوا حلفوا على ما عليه
اتفقوا فأنزل الله تعالى (لا قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا
إِنَّما الخَمرُ) الآية. أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المطوعي

قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال: حدثنا أحمد بن علي الموصلي
قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا حسن أبو موسى قال: حدثنا الزبير قال:
حدثنا سماك بن حرب قال: حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أتيت
على نفر من المهاجرين

فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً وذلك قبل أن يحرم الخمر فأتيتهم في حش
والحش: البستان وإذا رأس جزور مشوياً عندهم ودن من خمر فأكلت وشربت معهم
وذكرت الأنصار والمهاجرين فقلت: المهاجرون خير من الأنصار فأخذ رجل لحى
الرأس فجدع أنفي بذلك فأتيت إلى رسول الله r فأخبرته فأنزل الله في شأن
الخمر (إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسرُ) الآية. رواه مسلم عن أبي خيثمة.

أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

قال: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن الوليد قال: حدثنا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً
شافياً فنزلت الآية التي في البقرة (يَسأَلونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ)
فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا من الخمر بياناً شافياً

فنزلت الآية التي في النساء (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا
الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى) فكان منادي رسول الله r إذا أقام الصلاة ينادي
لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر
بياناً شافياً فنزلت هذه الآية (إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسِرُ) فدعى عمر
فقرئت عليه فلما بلغ (فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ)

قال عمر: انتهينا وكانت تحدث أشياء لرسول الله r لأسباب شرب الخمر قبل
تحريمها منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزة رضي الله عنهما وهي ما أخبر محمد
بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خالد قال:
أخبرنا يوسف بن موسى المروزي قال: أخبرنا عمر بن صالح

قال: أخبرنا عنبسة قال: أخبرنا يوسف عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن الحسين
أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب قال: كانت لي شارف من نصيبي من
المغنم يوم بدر وكان رسول الله r أعطاني شارفاً من الخمس ولما أردت أن
أبتني بفاطمة بنت رسول الله r واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن يرتحل
معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي
فبينما أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى
جنب حجرة رجل من الأنصار فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما
وأخذ من أكبادها فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر قلت: من فعل هذا
فقالوا: فعله حمزة وهو في البيت في شرب من الأنصار

أَلا يا حَـمـزُ لِّـلـشَـرفِ الـنَواءِ

وَهُـنَّ مُـعَـقَـلاتٌ بِـالفِـنـاءِ

زَجَ السِكـينُ فـي الـلَّـباتِ مِـنـها

فَـضَـرَجَـهُنَّ حَـمزَةُ بِـالدِمـاءِ

فـأَطـعِـم مِـن شَـرائِحِـها كَـباباً

مُلَـهـوَجَةً عَـلـى رَهجِ الـصِلاءِ

فَـأَنـتَ أَبـا عَـمـارةٍ الـمُـرَجى

لِـكَـشـفِ الـضُـرِ عَـنا وَالبَلاءِ

فوثب إلى السيف فأجب أسنمتها وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادها قال علي عليه
السلام: فانطلقت حتى أدخل على النبي r وعنده زيد بن حارثة قال: فعرف رسول
الله r الذي لقيت فقال: مالك فقلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة
على ناقتي وجب أسنمتهما وبقر خواصرهما هو ذا في بيت معه شرب شرب

قال: فدعا رسول الله r بردائه ثم انطلق يمشي فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة
حتى جاء البيت الذي هو فيه فاستأذن فأذن له فإذا هم شرب فطفق رسول الله r
يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله r
ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال: وهل أنتم إلا عبيد أبي فعرف رسول الله r
أنه ثمل فنكص على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا رواه البخاري عن أحمد بن صالح
وكانت هذه القصة من الأسباب الموجبة لنزول تحريم الخمر.



قوله تعالى (لَيس عَلى الَّذينَ آَمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما
طَعِموا) الآية. أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: حدثنا أبو عمرو
محمد بن يعمر الحيري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أبو الربيع سليمان
بن داود العتكي عن حماد عن ثابت عن أنس قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر
في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ والبسر والتمر وإذا مناد ينادي: إن
الخمر قد حرمت قال: فأريقت في سكك المدينة فقال أبو طلحة اخرج فأرقها قال:
فأرقتها فقال بعضهم قتل فلان وقتل فلان وهي في بطونهم قال: فأنزل الله
تعالى (لَيسَ عَلى الَّذينَ آَمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما
طَعِموا) الآية. رواه مسلم عن أبي الربيع. ورواه البخاري عن أبي نعمان
كلاهما عن حماد.


أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: حدثنا أبو عمر بن مطر
قال: حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا
أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال: مات من أصحاب النبي r وهم يشربون الخمر
فلما حرمت قال أناس: كيف لأصحابنا ماتوا وهم يشربونها فنزلت هذه الآية
(لَيسَ عَلى الَّذينَ آَمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا)
الآية.


قوله تعالى (قُل هَل يَستَوي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ)
الآية. أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن
القاسم المؤدب قال: حدثنا إدريس بن علي الرازي قال: حدثنا يحيى بن الضريس
قال: حدثنا سفيان عن محمد بن سراقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:

قال النبي r: إن الله عز وجل حرم عليكم عبادة الأوثان وشرب الخمر والطعن
في الأنساب ألا إن الخمر لعن شاربها وعاصرها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها
فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي
فاقتنيت من بيع الخمر مالاً فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله
فقال له النبي r: إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح
بعوضة إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى تصديقاً لقوله r (قُل
لّا يَستَوي الخَبيثُ وَالطَيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبيثِ).

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم) الآية.

أخبرنا عمر بن أبي عمر المزكي قال: حدثنا محمد بن مكي قال: حدثنا محمد يوسف
قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا الفضل بن سهل قال: حدثنا
أبو النضر قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا أبو جويرية عن ابن عباس قال:
كان قوم يسألون النبي r استهزاء فيقول الرجل الذي تضل ناقته: أين ناقتي
فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا
تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم ) أخبرنا أبو سعد المنصوري
قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

قال: حدثني أبي قال: حدثنا منصور بن أبي زيد أن الأزدي قال: حدثنا علي بن
عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البحتري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
لما نزلت هذه الآية (وَللهِ عَلى الناسِ حَجُ البَيتِ) قالوا: يا رسول الله
أفي كل عام فسكت ثم قالوا: أفي كل عام فسكت ثم قال في الرابعة: لا ولو قلت
نعم لوجبت فأنزل الله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا
عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم).

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا
يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذا اِهتَدَيتُم) الآية. قال الكلبي عن أبي صالح عن
ابن عباس: كتب رسول الله r إلى أهل هجر وعليهم منذر بن ساوى يدعوهم إلى
الإسلام فإن أبوا فليؤدوا الجزية فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من
العرب واليهود والنصارى والصابئين والمجوس فأقروا بالجزية وكرهوا الإسلام
وكتب إليه رسول الله r أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف وأما
أهل الكتاب والمجوس فأقبل منهم الجزية فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله r
أسلمت العرب وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية فقال منافقو العرب:
عجباً من محمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ولا يقبل
الجزية إلا من أهل الكتاب فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر ما رد على
مشركي العرب فأنزل الله تعالى (عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَن
ضَلَّ إِذا اِهتَدَيتُم) يعني من ضل من أهل الكتاب.

قوله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا شَهادَةُ بَينِكُم) الآية. أخبرنا
أبو سعد ابن أبي بكر الغازي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا
أبو يعلى قال: حدثنا الحرث بن شريح قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
قال: حدثنا محمد بن القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن
عباس

قال: كان تميم الداري وعدي بن زيد يختلفان إلى مكة فصحبهما رجل من قريش من
بني سهم فمات بأرض ليس بها أحد من المسلمين فأوصى إليهما بتركته فلما قدما
دفعاها إلى أهله وكتما جاماً كان معه من فضة كان مخوصاً بالذهب فقالا: لم
نره فأتي بهما إلى النبي r فاستحلفهما بالله ما كتما ولا اطلعا وخلى
سبيلهما ثم إن الجام وجد عند قوم من أهل مكة فقالوا: ابتعناه من تميم
الداري وعدي بن زيد فقام أولياء السهمي فأخذوا الجام وحلف رجلان منهم بالله
إن هذا الجام جام صاحبنا وشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا فنزلت
هاتان الآيتان (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا شَهادَةُ بَينِكُم إِذا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ المَوتُ) إلى آخرها.







المعانى



بالعقود.......بالعهود الموكدة الوثيقة
1الأنعام..........الإبل والبقر والضأن والمعز
1غير محلي الصيد...غير مستحليه فهو حرام
1وأنتم حُرُمُ................مُحرمون بالحج أو العمرة
2لا تُحلوا.........................................لا تنتهكوا
2شعائر الله...................مناسك الحج أو معالم دينه
2الشهر ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:08 am

الشهر الحرام..........................الأشهر الأربعة الحرم
2الهدى..........................ما يُهدى من الأنعام إلى الكعبة
2القلائد..................................ما يقـَـلّـد به الهدي علامة له
2آمّين البيت.................................قاصدينهُ وهم الحجاج والعمار
2لا يجرمنّكم.........................................ل ا يحملنكم أو لا يكسبنكم
2شنآن قوم............................................... ..................بغضكم لهم
3الدمُ............................................ .............الدم المسفوح وهو السائل
3لحمُ الخنزير........................................... .........يعني الخنزير بجميع أجزائه
3ما أُهل لغير الله به........................................ما ذُكر عند ذبحه اسمُ غيره تعالى
3المنخنقة......................................... ..........................................الميتةُ بالخنق
3الموقوذة......................................... ................................................ال ميتةُ بالضرب
3المتردية......................................... ........................................الميتةُ بالسقوط من علو
3النطيحة.......................................... .................................................. .........الميتةُ بالنطح
3ما أكل السبع............................................. ........................................ما أكل منهُ فمات بجرحه
3ما ذكيتم.............................................
............................................ما أدركتموه وفيه حياة
فذبحتموه
3النصب...........حجارة حول الكعبة يعظمونها
3تستقسموا............تطلبوا معرفة ما قُسم لكم
3بالأزلام..............قداحٌ معلمةٌ معروفةٌ في الجاهلية
3ذلكم فسق..............خروج عن طاعة الله إلى معصيته
3اضطُرًّ...................................ألجَأته الضرورة للتناول منها
3مخمصة............................................ ........مجاعة شديدة
3مُتجانف لإثم.................................مائل إليه بتجاورز قدر الضرورة
4الطيباتُ......................................... ...........ما أَذِن الشارعُ في أكله
4الجوارح.......................................... ...الكواسب للصيد من السباع والطير
4مُكلبين.......................................... .............مُعلمين لها الصيد ومُضرّينها به
5طعامُ............................................ ...............................ذبائحُ اليهود والنصارى
5المُحصناتُ....................................... .........................................العفائفُ أو الحرائر
5أُجورهُنًّ.........................مهورهن
5مُحصنين......مُتعففين بالزواج عن الزنى
5غير مُسافحين............غير مجاهرين بالزنى
5مُتخذي أخدان.........مُصاحبي خليلات للزنى سرا
5يكفُر بالإيمان............................يُنكر شرائع الإسلام
5حبط عملُهُ...........................بطل ثوابُ عمله السابق
6الغائط.....................موضع قضاء الحاجة ( كناية عن الحدث )
6لامستم النساء.......................واقعتموهن أو مسستم بشرتهن
6صعيدا طيبا........................................تُرابا . أو وجه الأرض - طاهراً
6حرج.................ضيق في دينه وتشريعه
7ميثاقه.........................................عه ده
8شُهداء بالقسط...................شاهدين بالعدل
8لا يجرمنكم..................لا يحملنكم، أو لا يكسبنكم
8شنآن قوم............................................... بغضكم لهم
11يبسطوا إليكم أيديهم...............يبطشوا بكم بالقتل والإهلاك
12نقيبا........................................... ........................أمينا كفيلا
12عزّرتُمُوهم..................................... ......نصرتُموهم . أو عظمتُموهم
12قرضا حسنا.............................................. .........احتسابا بطيبة نفس
13يُحرفون الكلم............................................. .....يُغيرونهُ . أو يُؤولونه بالباطل
13نسُوا حظا............................................... ............................تركوا نصيبا وافرا
13خائنةٍ.......................................... ............................خيانة وغدر . أو فعلة خائنة
14فأغرينا...........................هيّجنا وحرشنا . أو ألْـصقنا
15نور................................هو محمد صلى الله عليه وسلم
19فترة............................................ ......فتور وانقطاع وسكون
25فافرق........................................... ......................فافضل بحُكمك
26يتيُهون في الأرض..................................يسيرون فيها مُتحيرين ضالين
26فلا تأس..................................فلا تحزن
27قربانا................ما يُتقرب به من البرّ إليه تعالى
29تبُوء بإثمي......................ترجع بإثم قتلي إذا قتلتني
29وإثمك..............................السابق المانع من قُبول قُربانك
31فطوعت له نفسُهُ............................زيّـنت وسهلت له نفسُهُ
31يبحثُ في الأرض...............................يحفر فيها ليدفن غُرابا قتله
31سوأة أخيه.............................................. .............جيفته أو عورته
31يا ويلتا............................................. ......................كلمةُ جزع وتحسر
33يُنفوا من الأرض............................................. ................يُبعدوا أو يُسجنوا
33خزيٌ............................................ ...................................ذلّ وفضيحةٌ وعقوبة
35الوسيلة.........................الزُلفى بفعل الطاعات وترك المعاصي
38نكالا........................................... ..............عُقُوبة تمنع من العَوْد
41سمّاعُون للكذب.................يسمعون كلامك فيمسخُونهُ ليكذبوا عليك فيه
41سمّاعُون لقوم آخرين...............................يسمعُون كلامك للتجسّس لآخرين
41يحرفون الكلم............................................. ................يُبدلون أو يُؤوّلونه بالباطل
41فتنته........................................... ....................................ضلالتهُ وكُفرهُ أو إهلاكهُ
41خزيٌ........................................افتض اح وذل
42أكالُون للسُّحت............للمال الحرم , وأفحشُهُ الرُّشا
42بالقسط.................................بالعدل , وهوحكم الإسلام
42المقسطين................................العادلين فيما وُلّوا وحكموا فيه
43يتولون من بعد ذلك..........يُعرضون عن حُكمك الموافق للتوراة بعد تحكيمك
44أسلموا.......................................... ..............انقادوا لحكم ربهم في التوراة
44الربانيُون...................................... .......................عُبًّادُ اليهود أو العلماءُ الفقهاءُ
44الأحبار..................................عُـلـما ءُ اليهود
46قفينا على آثارهم...................أتبعنا على آثار النبيين
48مُهيمنا عليه.......................رقيبا أو شاهدا على ما سبقه
48عما جاءك.............................................. ......عادِلا عما جاءك
48شرعة ومنهاجا.................................شريعة وطريقا واضحا في الدين
48ليبلُوكم........................................ ..............ليختبركم وهو أعلم بأمركم
49أن يفتِنُوك.......................................... .................يصرفوك ويصدوك بكيدهم
51أولياء.......................تُؤاخونهم وتستنصرونهم
52تُصيبنا دائرة.....................يدور علينا الدهر بنوائبه
52بالفتح..................بالنصر لرسوله صلى الله عليه وسلم
53جهد أيمانهم..................مجتهدين في الحلف بأغلظها وأوكدها
53حبطت أعمالهم........................................... ........بطلت وضاعت
54أذلة على المؤمنين..................................عاطفين عليهم رحماء بهم
54أعزة على الكافرين.......................................... .........أشداء عليهم غلظاء
54لومة لائم.............................................. ........اعتراض معترض في نصرهم الدين
54الله واسع..............................كثير الفضل والجود
57هزوا ولعبا....................................سخرية، وهزلا ومُجونا
59تنقمون........................................تك رهون أو تعيبون وتنكرون
60مثوبة........................................... ..................جزاء ثابتا وعقوبة
60عبد الطاغوت........................................أطا ع الشيطان في معصية الله
60سواء السبيل............................................ .الطريق المعتدل وهو الإسلام
62أكلهم السحت............................................. ......المال الحرام، وأفحشه الرُّشا
63الربانيون....................................... ........................عُبادُ اليهود، أو العلماء الفقهاء
63الأحبار...................................علماء اليهود
64مغلولة.........................مقبوضة عن العطاء بُخلا
66أمة مقتصدة..................معتدلة . وهم من أسلم منهم
68فلا تأس............................................فلا تحزن ولا تتأسف
69الصابئون............عبدة الكواكب أو الملائكة مبتدأ خبره مؤخرا " كذلك "
71فتنة............................................ .........................بلاء وعذاب شديد
75خلت.................................مضت
75أمه صديقة....كثيرة الصدق مع الله تعالى
75يأكلان الطعام...........كسائر البشر فكيف تزعمونه إلـها
75أنى يوفكون..........كيف يُصرفون عن تدبر الدلائل البينة وقبولها
77لا تغلوا............................................. .لا تجاوزوا الحدّ ولا تفرطوا
77غير الحق.............................................. ......................غلوّا باطلا
80سخط الله عليهم..............غضب عليهم بما فعلوا
83تفيض من الدمع..............تمتلئ أعينهم بالدمع فتـَـصبّه
89باللغو في أيمانكم.....................هو أن يحلف على الشيء معتقدا صدفة
والامر بخلافه أو ما يجري على اللسان مما لا يقصد به اليمين
89عقدتم الأيمان........................................وثق تموها بالقصد والنية
90الأنصاب......................................... .....حجارة حول الكعبة يعظمونها
90الأزلام......................................... .قداح الإستسقام في الجاهلية
90رجس............................................. .....................خبيث،قذر، نجس
93جناح...........................................إ ثم وحرج
93طعموا..................شربوا أو أكلوا المحرم قبل تحريمه
94ليبلونكم الله.............................ليختبرنكم ويمتحنّنكم
95أنتم حُُُرم..................................محرمون بحج أو عمرة
95النعَم.......................................... ...الإبل والبقر والضأن والمعز
95بالغ الكعبة............................................ ...واصل الحرم فيذبح به
95عَدْل ذلك............................................... ...معادل الطعام ومقابله
95وبال أمره.............................................. ...ثقل فعله وسوء عاقبة ذنبه
96للسيارة............................للمسافرين
97البيت الحرام......................جميع الحرم وهو المراد بالكعبة
97قياما للناس...................................قواما لمصالحهم دينا ودنيا
97الشهر الحرام............................................ ..الأشهر الحرم الأربعة
97الهدي........................................... ......ما يُهدى من الأنعام إلى الكعبة
97القلائد......................................... ....................ما يقلد به الهَدْي علامة له
103بحيرة............................الناقة تشق أذنها وتخلى للطواغيت إذا ولدت خمسة أبطن آخرها ذكر
103سائبة.......................................... ...........الناقة تسيب للأصنام لنحو برء من مرض أو نجاة في حرب
103وصيلة..........................................
.............................الناقة تترك للطواغيت إذا بكّرت بأنثى ثم
ثنّت بأنثى
103حام............................................ .....الفحل لا يركب ولا يحمل عليه إذا لقح ولدُ ولده
104حسبنا.......................................... ........كافينا
105عليكم أنفسكم................................الزموها واحفظوها من المعاصي
106ضربتم في الأرض............................................س افرتم فيها
106لا نشتري به ثمنا........................................لا نأخذ بقسَمنا كذبا عرضا دنيويا
107الأوليان....................................... .الأقربان إلى الميت الوارثان له
110بروح القدس........................................جبريل عليه السلام
110في المهد.....................في زمن الرضاعة قبل أوان الكلام
110كهلا....................في حال إكتمال القوة( بعد نزوله )
110تخلق..........................................ت صوّر وتقدر
110الأكمة......................................... ........................................الأعمى خلقة
111الحواريين...................................... .......أنصار عيسى عليه السلام وخواصّه
112مائدة.......................................... ............................خوانا عليه طعام
114عيدا........................................... ............سرورا وفرحا أو يوما نعظمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:09 am

سبحانك......................................... .....تنزيها لك من أن أقول ذلك
117توفيتني........................أخذتني إليك وافيا برفعي إلى السّماء حيا




















التفسييييييييييييير








يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ
إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ( 1 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, أتِمُّوا عهود الله
الموثقة, من الإيمان بشرائع الدين, والانقياد لها, وأَدُّوا العهود لبعضكم
على بعض من الأمانات, والبيوع وغيرها, مما لم يخالف كتاب الله, وسنة رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أحَلَّ الله لكم البهيمة من الأنعام, وهي
الإبلُ والبقر والغنم, إلا ما بيَّنه لكم من تحريم الميتة والدم وغير ذلك,
ومن تحريم الصيد وأنتم محرمون. إن الله يحكم ما يشاء وَفْق حكمته وعدله.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا
الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ
الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا
وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ
صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 2 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تتعدَّوا حدود الله
ومعالمه, ولا تستحِلُّوا القتال في الأشهر الحرم, وهي: ذو القعدة وذو الحجة
والمحرم ورجب, وكان ذلك في صدر الإسلام, ولا تستحِلُّوا حرمة الهَدْي, ولا
ما قُلِّدَ منه; إذ كانوا يضعون القلائد, وهي ضفائر من صوف أو وَبَر في
الرقاب علامةً على أن البهيمة هَدْيٌ وأن الرجل يريد الحج, ولا
تَسْتَحِلُّوا قتال قاصدي البيت الحرام الذين يبتغون من فضل الله ما يصلح
معايشهم ويرضي ربهم. وإذا حللتم من إحرامكم حلَّ لكم الصيد, ولا
يحمِلَنَّكم بُغْض قوم من أجل أن منعوكم من الوصول إلى المسجد الحرام - كما
حدث عام « الحديبية » - على ترك العدل فيهم. وتعاونوا - أيها المؤمنون
فيما بينكم- على فِعْل الخير, وتقوى الله, ولا تعاونوا على ما فيه إثم
ومعصية وتجاوز لحدود الله, واحذروا مخالفة أمر الله فإنه شديد العقاب.


حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا
أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ
وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا
ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ
دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 3 )


حرَّم الله عليكم الميتة, وهي الحيوان الذي تفارقه الحياة بدون ذكاة,
وحرَّم عليكم الدم السائل المُراق, ولحم الخنزير, وما ذُكِر عليه غير اسم
الله عند الذبح, والمنخنقة التي حُبِس نَفَسُها حتى ماتت, والموقوذة وهي
التي ضُربت بعصا أو حجر حتى ماتت, والمُتَرَدِّية وهي التي سقطت من مكان
عال أو هَوَت في بئر فماتت, والنطيحة وهي التي ضَرَبَتْها أخرى بقرنها
فماتت, وحرَّم الله عليكم البهيمة التي أكلها السبُع, كالأسد والنمر
والذئب, ونحو ذلك. واستثنى - سبحانه- مما حرَّمه من المنخنقة وما بعدها ما
أدركتم ذكاته قبل أن يموت فهو حلال لكم, وحرَّم الله عليكم ما ذُبِح لغير
الله على ما يُنصب للعبادة من حجر أو غيره, وحرَّم الله عليكم أن تطلبوا
عِلْم ما قُسِم لكم أو لم يقسم بالأزلام, وهي القداح التي كانوا يستقسمون
بها إذا أرادوا أمرًا قبل أن يقدموا عليه. ذلكم المذكور في الآية من
المحرمات - إذا ارتُكبت- خروج عن أمر الله وطاعته إلى معصيته. الآن انقطع
طمع الكفار من دينكم أن ترتدوا عنه إلى الشرك بعد أن نصَرْتُكم عليهم, فلا
تخافوهم وخافوني. اليوم أكملت لكم دينكم دين الإسلام بتحقيق النصر وإتمام
الشريعة, وأتممت عليكم نعمتي بإخراجكم من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان,
ورضيت لكم الإسلام دينًا فالزموه, ولا تفارقوه. فمن اضطرَّ في مجاعة إلى
أكل الميتة, وكان غير مائل عمدًا لإثم, فله تناوله, فإن الله غفور له, رحيم
به.


يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ
مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ
وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 4 )
يسألك أصحابك - أيها النبي- : ماذا أُحِلَّ لهم أَكْلُه؟ قل لهم: أُحِلَّ
لكم الطيبات وصيدُ ما دَرَّبتموه من ذوات المخالب والأنياب من الكلاب
والفهود والصقور ونحوها مما يُعَلَّم, تعلمونهن طلب الصيد لكم, مما علمكم
الله, فكلوا مما أمسكن لكم, واذكروا اسم الله عند إرسالها للصيد, وخافوا
الله فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه. إن الله سريع الحساب.


الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 5 )


ومن تمام نعمة الله عليكم اليوم - أيها المؤمنون- أن أَحَلَّ لكم الحلال
الطيب, وذبائحُ اليهود والنصارى - إن ذكَّوها حَسَبَ شرعهم- حلال لكم
وذبائحكم حلال لهم. وأَحَلَّ لكم - أيها المؤمنون- نكاح المحصنات, وهُنَّ
الحرائر من النساء المؤمنات, العفيفات عن الزنى, وكذلك نكاحَ الحرائر
العفيفات من اليهود والنصارى إذا أعطيتموهُنَّ مهورهن, وكنتم أعِفَّاء غير
مرتكبين للزنى, ولا متخذي عشيقات, وأمِنتم من التأثر بدينهن. ومن يجحد
شرائع الإيمان فقد بطل عمله, وهو يوم القيامة من الخاسرين.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا
فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ
أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ
حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 6 )


يا أيها الذين آمنوا إذا أردتم القيام إلى الصلاة, وأنتم على غير طهارة
فاغسلوا وجوهكم وأيديكم مع المرافق ( والمِرْفَق: المِفْصَل الذي بين
الذراع والعَضُد ) وامسحوا رؤوسكم, واغسلوا أرجلكم مع الكعبين ( وهما:
العظمان البارزان عند ملتقى الساق بالقدم ) . وإن أصابكم الحدث الأكبر
فتطهروا بالاعتسال منه قبل الصلاة. فإن كنتم مرضى, أو على سفر في حال
الصحة, أو قضى أحدكم حاجته, أو جامع زوجته فلم تجدوا ماء فاضربوا بأيديكم
وجه الأرض, وامسحوا وجوهكم وأيديكم منه. ما يريد الله في أمر الطهارة أن
يُضَيِّق عليكم, بل أباح التيمم توسعةً عليكم, ورحمة بكم, إذ جعله بديلا
للماء في الطهارة, فكانت رخصة التيمُّم من تمام النعم التي تقتضي شكر
المنعم; بطاعته فيما أمر وفيما نهى.


وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ
بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 7 )


واذكروا نعمة الله عليكم فيما شَرَعه لكم, واذكروا عهده الذي أخذه تعالى
عليكم من الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, والسمع والطاعة
لهما, واتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. إن الله عليمٌ بما تُسِرُّونه
في نفوسكم.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ
بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 8 )


يا أيها الذين آمَنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كونوا قوَّامين
بالحق, ابتغاء وجه الله, شُهداء بالعدل, ولا يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا
تعدلوا, اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء, فذلك العدل أقرب
لخشية الله, واحذروا أن تجوروا. إن الله خبير بما تعملون, وسيجازيكم به.


وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ( 9 )

وعد الله الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات أن يغفر لهم ذنوبهم, وأن يثيبهم على ذلك الجنة, والله لا يخلف وعده.


وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 10 )

والذين جحدوا وحدانية الله الدالة على الحق المبين, وكذَّبوا بأدلته التي جاءت بها الرسل, هم أهل النار الملازمون لها.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ ( 11 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اذكروا ما أنعم الله به
عليكم من نعمة الأمنِ, وإلقاءِ الرعب في قلوب أعدائكم الذين أرادوا أن
يبطشوا بكم, فصرفهم الله عنكم, وحال بينهم وبين ما أرادوه بكم, واتقوا الله
واحذروه, وتوكلوا على الله وحده في أموركم الدينية والدنيوية, وثِقوا
بعونه ونصره.


وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ
أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي
وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ
عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ
سَوَاءَ السَّبِيلِ ( 12 )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:09 am

ولقد أخذ الله العهد
المؤكَّد على بني إسرائيل أن يخلصوا له العبادة وحده, وأمر الله موسى أن
يجعل عليهم اثني عشر عريفًا بعدد فروعهم, يأخذون عليهم العهد بالسمع
والطاعة لله ولرسوله ولكتابه, وقال الله لبني إسرائيل: إني معكم بحفظي
ونصري, لئن أقمتم الصلاة, وأعطيتم الزكاة المفروضة مستحقيها, وصدَّقتم
برسلي فيما أخبروكم به ونصرتموهم, وأنفقتم في سبيلي, لأكفِّرنَّ عنكم
سيئاتكم, ولأدْخِلَنَّكُم جناتٍ تجري من تحت قصورها الأنهار, فمن جحد هذا
الميثاق منكم فقد عدل عن طريق الحق إلى طريق الضلال.


فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ
قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا
ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا
قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ ( 13 )


فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا, وجعلنا
قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان, يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى, وهو
التوراة, وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به, فلم يعملوا به. ولا تزال - أيها
الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا, فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا
منهم, فاعف عن سوء معاملتهم لك, واصفح عنهم, فإن الله يحب مَن أحسن العفو
والصفح إلى من أساء إليه. ( وهكذا يجد أهل الزيغ سبيلا إلى مقاصدهم السيئة
بتحريف كلام الله وتأويله على غير وجهه, فإن عجَزوا عن التحريف والتأويل
تركوا ما لا يتفق مع أهوائهم مِن شرع الله الذي لا يثبت عليه إلا القليل
ممن عصمه الله منهم ) .


وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا
حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ
بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( 14 )


وأخذنا على الذين ادَّعوا أنهم أتباع المسيح عيسى - وليسوا كذلك- العهد
المؤكد الذي أخذناه على بني إسرائيل: بأن يُتابعوا رسولهم وينصروه
ويؤازروه, فبدَّلوا دينهم, وتركوا نصيبًا مما ذكروا به, فلم يعملوا به, كما
صنع اليهود, فألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة, وسوف ينبئهم
الله بما كانوا يصنعون يوم الحساب, وسيعاقبهم على صنيعهم.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ
كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ
كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 )


يا أهل الكتاب من اليهود والنصارى, قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه
وسلم يبيِّن لكم كثيرًا مما كنتم تُخْفونه عن الناس مما في التوراة
والإنجيل, ويترك بيان ما لا تقتضيه الحكمة. قد جاءكم من الله نور وكتاب
مبين: وهو القرآن الكريم.


يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 16 )


يهدي الله بهذا الكتاب المبين من اتبع رضا الله تعالى, طرق الأمن والسلامة,
ويخرجهم بإذنه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان, ويوفقهم إلى دينه القويم.
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ
يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ
جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 )


لقد كفر النصارى القائلون بأن الله هو المسيح ابن مريم, قل - أيها الرسول-
لهؤلاء الجهلة من النصارى: لو كان المسيح إلهًا كما يدَّعون لقَدرَ أن يدفع
قضاء الله إذا جاءه بإهلاكه وإهلاك أُمِّه ومَن في الأرض جميعًا, وقد ماتت
أم عيسى فلم يدفع عنها الموت, كذلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه; لأنهما
عبدان من عباد الله لا يقدران على دفع الهلاك عنهما, فهذا دليلٌ على أنه
بشر كسائر بني آدم. وجميع الموجودات في السماوات والأرض ملك لله, يخلق ما
يشاء ويوجده, وهو على كل شيء قدير. فحقيقة التوحيد توجب تفرُّد الله تعالى
بصفات الربوبية والألوهية, فلا يشاركه أحد من خلقه في ذلك, وكثيرًا ما يقع
الناس في الشرك والضلال بغلوهم في الأنبياء والصالحين, كما غلا النصارى في
المسيح, فالكون كله لله, والخلق بيده وحده, وما يظهر من خوارق وآيات
مَرَدُّه إلى الله. يخلق سبحانه ما يشاء, ويفعل ما يريد.


وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ
وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ
بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ
الْمَصِيرُ ( 18 )
وزعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه, قل لهم - أيها الرسول- :
فَلأيِّ شيء يعذِّبكم بذنوبكم؟ فلو كنتم أحبابه ما عذبكم, فالله لا يحب إلا
من أطاعه, وقل لهم: بل أنتم خلقٌ مثلُ سائر بني آدم, إن أحسنتُم جوزيتم
بإحسانكم خيرا, وإن أسَأْتُم جوزيتم بإساءتكم شرًّا, فالله يغفر لمن يشاء,
ويعذب من يشاء, وهو مالك الملك, يُصَرِّفه كما يشاء, وإليه المرجع, فيحكم
بين عباده, ويجازي كلا بما يستحق.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى
فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا
نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ( 19 )


يا أيها اليهود والنصارى قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, يُبيِّن
لكم الحق والهدى بعد مُدَّة من الزمن بين إرساله بإرسال عيسى ابن مريم;
لئلا تقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير, فلا عُذرَ لكم بعد إرساله إلبكم,
فقد جاءكم من الله رسولٌ يبشِّر مَن آمن به, ويُنذِز مَن عصاه. والله على
كل شيء قدير من عقاب العاصي وثواب المطيع.

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا
وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ( 20 )


واذكر - أيها الرسول- إذ قال موسى عليه السلام لقومه: يا بني إسرائيل
اذكروا نعمة الله عليكم, إذ جعل فيكم أنبياء, وجعلكم ملوكًا تملكون أمركم
بعد أن كنتم مملوكين لفرعون وقومه, وقد منحكم من نعمه صنوفًا لم يمنحها
أحدًا من عالَمي زمانكم.


يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ
لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (
21 )


يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة - أي المطهرة, وهي « بيت المقدس » وما حولها-
التي وعد الله أن تدخلوها وتقاتلوا مَن فيها من الكفار, ولا ترجعوا عن قتال
الجبارين, فتخسروا خير الدنيا وخير الآخرة.


قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا
دَاخِلُونَ ( 22 )


قالوا: يا موسى, إن فيها قومًا أشداء أقوياء, لا طاقة لنا بحربهم, وإنَّا لن نستطيع دخولها وهم فيها, فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلون.


قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا
ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ
غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 23 )


قال رجلان من الذين يخشون الله تعالى, أنعم الله عليهما بطاعته وطاعة
نبيِّه, لبني إسرائيل: ادخلوا على هؤلاء الجبارين باب مدينتهم, أخْذًا
بالأسباب, فإذا دخلتم الباب غلبتموهم, وعلى الله وحده فتوكَّلوا, إن كنتم
مُصدِّقين رسوله فيما جاءكم به, عاملين بشرعه.


قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا
فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ( 24 )


قال قوم موسى له: إنا لن ندخل المدينة أبدًا ما دام الجبارون فيها, فاذهب
أنت وربك فقاتلاهم, أما نحن فقاعدون هاهنا ولن نقاتلهم. وهذا إصرارٌ منهم
على مخالفة موسى عليه السلام.


قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ( 25 )


توجَّه موسى إلى ربه داعيًا: إني لا أقدر إلا على نفسي وأخي, فاحكم بيننا وبين القوم الفاسقين.


قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ
فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ( 26 )


قال الله لنبيه موسى عليه السلام: إن الأرض المقدَّسة محرَّم على هؤلاء
اليهود دخولها أربعين سنة, يتيهون في الأرض حائرين, فلا تأسف - يا موسى-
على القوم الخارجين عن طاعتي.
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ
قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ ( 27 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:11 am

واقصص - أيها الرسول- على
بني إسرائيل خَبَر ابنَيْ آدم قابيل وهابيل, وهو خبرٌ حقٌ: حين قَدَّم كلٌّ
منهما قربانًا - وهو ما يُتَقرَّب به إلى الله تعالى - فتقبَّل الله
قُربان هابيل; لأنه كان تقيًّا, ولم يتقبَّل قُربان قابيل; لأنه لم يكن
تقيًّا, فحسد قابيلُ أخاه, وقال: لأقتلنَّك, فَردَّ هابيل: إنما يتقبل الله
ممن يخشونه.


لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ
إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 28 )


وقال هابيلُ واعظًا أخاه: لَئنْ مَدَدْتَ إليَّ يدكَ لتقتُلني لا تَجِدُ مني مثل فعْلك, وإني أخشى الله ربَّ الخلائق أجمعين.


إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ( 29 )


إني أريد أن ترجع حاملا إثم قَتْلي, وإثمك الذي عليك قبل ذلك, فتكون من أهل النار وملازميها, وذلك جزاء المعتدين.


فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 30 )


فَزَيَّنت لقابيلَ نفسُه أن يقتل أخاه, فقتله, فأصبح من الخاسرين الذين باعوا آخرتهم بدنياهم.


فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ
يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ
مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ ( 31 )


لما قتل قابيلُ أخاه لم يعرف ما يصنع بجسده, فأرسل الله غرابًا يحفر حفرةً
في الأرض ليدفن فيها غرابًا مَيِّتًا; ليدل قابيل كيف يدفن جُثمان أخيه؟
فتعجَّب قابيل, وقال: أعجزتُ أن أصنع مثل صنيع هذا الغراب فأستُرَ عورة
أخي؟ فدَفَنَ قابيل أخاه, فعاقبه الله بالندامة بعد أن رجع بالخسران.


مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ
كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ( 32 )


بسبب جناية القتل هذه شَرَعْنا لبني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير سبب من
قصاص, أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد, الموجب للقتل كالشرك
والمحاربة فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله,
وأنه من امتنع عن قَتْل نفس حرَّمها الله فكأنما أحيا الناس جميعًا;
فالحفاظ على حرمة إنسان واحد حفاظ على حرمات الناس كلهم. ولقد أتت بني
إسرائيل رسلُنا بالحجج والدلائل على صحة ما دعَوهم إليه من الإيمان بربهم,
وأداء ما فُرِضَ عليهم, ثم إن كثيرًا منهم بعد مجيء الرسل إليهم لمتجاوزون
حدود الله بارتكاب محارم الله وترك أوامره.


إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ
ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ( 33 )


إنما جزاء الذين يحاربون الله, ويبارزونه بالعداوة, ويعتدون على أحكامه,
وعلى أحكام رسوله, ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس, وسلب الأموال, أن
يُقَتَّلوا, أو يُصَلَّبوا مع القتل ( والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة )
أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى, فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه
اليسرى ورجلُه اليمنى, أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم, ويُحبسوا في سجن ذلك
البلد حتى تَظهر توبتُهم. وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ
في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا.


إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 34 )


لكن مَن أتى من المحاربين من قبل أن تقدروا عليهم وجاء طائعًا نادمًا فإنه
يسقط عنه ما كان لله, فاعلموا - أيها المؤمنون- أن الله غفور لعباده, رحيم
بهم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ
الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 35 )




يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, خافوا الله, وتَقَرَّبوا
إليه بطاعته والعمل بما يرضيه, وجاهدوا في سبيله; كي تفوزوا بجناته.


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا
وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا
تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 36 )


إن الذين جحدوا وحدانية الله, وشريعته, لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض,
وملكوا مثله معه, وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما
ملكوا, ما تَقبَّل الله ذلك منهم, ولهم عذاب مُوجع.


يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ( 37 )


يريد هؤلاء الكافرون الخروج من النار لما يلاقونه من أهوالها, ولا سبيل لهم إلى ذلك, ولهم عذاب دائم.


وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا
كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 38 )


والسارق والسارقة فاقطعوا - يا ولاة الأمر- أيديهما بمقتضى الشرع, مجازاة
لهما على أَخْذهما أموال الناس بغير حق, وعقوبةً يمنع الله بها غيرهما أن
يصنع مثل صنيعهما. والله عزيز في ملكه, حكيم في أمره ونهيه.


فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 39 )


فمن تاب مِن بعد سرقته, وأصلح في كل أعماله, فإن الله يقبل توبته. إن الله غفور لعباده, رحيم بهم.


أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 40 )


ألم تعلم - أيها الرسول- أن الله خالق الكون ومُدبِّره ومالكه, وأنه تعالى
الفعَّال لما يريد, يعذب من يشاء, ويغفر لمن يشاء, وهو على كل شيء قدير.


يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ
قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ
لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ
مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ
تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ
لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ
يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي
الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 41 )


يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في جحود نبوتك من المنافقين الذين
أظهروا الإسلام وقلوبهم خالية منه, فإني ناصرك عليهم. ولا يحزنك تسرُّع
اليهود إلى إنكار نبوتك, فإنهم قوم يستمعون للكذب, ويقبلون ما يَفْتَريه
أحبارُهم, ويستجيبون لقوم آخرين لا يحضرون مجلسك, وهؤلاء الآخرون
يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عَقَلوه, ويقولون: إن جاءكم من محمد ما
يوافق الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة فاعملوا به, وإن جاءكم منه
ما يخالفه فاحذروا قبوله, والعمل به. ومن يشأ الله ضلالته فلن تستطيع -
أيها الرسول- دَفْعَ ذلك عنه, ولا تقدر على هدايته. وإنَّ هؤلاء المنافقين
واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر, لهم الذلُّ
والفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب عظيم.


سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ
بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ
يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( 42 )


هؤلاء اليهود يجمعون بين استماع الكذب وأكل الحرام, فإن جاؤوك يتحاكمون
إليك فاقض بينهم, أو اتركهم, فإن لم تحكم بينهم فلن يقدروا على أن يضروك
بشيء, وإن حكمت فاحكم بينهم بالعدل. إن الله يحب العادلين.


وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ
ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (
43 )


إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك - أيها الرسول- وهم لا
يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم
الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم,
والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك
وبما تحكم به.


إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ
وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ( 44 )


إنا أنزلنا التوراة فيها إرشاد من الضلالة, وبيان للأحكام, وقد حكم بها
النبيُّون - الذين انقادوا لحكم الله, وأقروا به- بين اليهود, ولم يخرجوا
عن حكمها ولم يُحَرِّفوها, وحكم بها عُبَّاد اليهود وفقهاؤهم الذين يربُّون
الناس بشرع الله; ذلك أن أنبياءهم قد استأمنوهم على تبليغ التوراة, وفِقْه
كتاب الله والعمل به, وكان الربانيون والأحبار شهداء على أن أنبياءهم قد
قضوا في اليهود بكتاب الله. ويقول تعالى لعلماء اليهود وأحبارهم: فلا تخشوا
الناس في تنفيذ حكمي; فإنهم لا يقدرون على نفعكم ولا ضَرِّكم, ولكن اخشوني
فإني أنا النافع الضار, ولا تأخذوا بترك الحكم بما أنزلتُ عوضًا حقيرًا.
الحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، فالذين يبدلون حكم الله الذي
أنزله في كتابه, فيكتمونه ويجحدونه ويحكمون بغيره معتقدين حله وجوازه
فأولئك هم الكافرون.


وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ
بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ
بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ
لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ ( 45 )


وفَرَضنا عليهم في التوراة أن النفس تُقْتَل بالنفس, والعين تُفْقَأ
بالعين, والأنف يُجْدَع بالأنف, والأذُن تُقْطع بالأذُن, والسنَّ تُقْلَعُ
بالسنِّ, وأنَّه يُقْتَصُّ في الجروح, فمن تجاوز عن حقه في الاقتصاص من
المُعتدي فذلك تكفير لبعض ذنوب المعتدى عليه وإزالةٌ لها. ومن لم يحكم بما
أنزل الله في القصاص وغيره, فأولئك هم المتجاوزون حدود الله.


وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى
وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( 46 )


وأتبعنا أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم مؤمنًا بما في التوراة, عاملا
بما فيها مما لم ينسخه كتابه, وأنزلنا إليه الإنجيل هاديا إلى الحق,
ومبيِّنًا لما جهله الناس مِن حكم الله, وشاهدًا على صدق التوراة بما اشتمل
عليه من أحكامها, وقد جعلناه بيانًا للذين يخافون الله وزاجرًا لهم عن
ارتكاب المحرَّمات.


وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ
يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 47 )


وليحكم أهل الإنجيل الذين أُرسِل إليهم عيسى بما أنزل الله فيه. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الخارجون عن أمره, العاصون له.


وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ
الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا
آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 48 )


وأنزلنا إليك - أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب
قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من
تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل
الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم
وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء
الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع
من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن,
فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.


وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ
لَفَاسِقُونَ ( 49 )


واحكم - أيها الرسول- بين اليهود بما أنزل الله إليك في القرآن, ولا تتبع
أهواء الذين يحتكمون إليك, واحذرهم أن يصدُّوك عن بعض ما أنزل الله إليك
فتترك العمل به, فإن أعرض هؤلاء عمَّا تحكم به فاعلم أن الله يريد أن
يصرفهم عن الهدى بسبب ذنوبٍ اكتسبوها من قبل. وإن كثيرًا من الناس لَخارجون
عن طاعة ربهم.


أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( 50 )


أيريد هؤلاء اليهود أن تحكم بينهم بما تعارف عليه المشركون عبدةُ الأوثان
من الضلالات والجهالات؟! لا يكون ذلك ولا يليق أبدًا ومَن أعدل مِن الله في
حكمه لمن عقل عن الله شَرْعه, وآمن به, وأيقن أن حكم الله هو الحق؟


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 51
)


يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى حلفاءَ وأنصارًا على أهل
الإيمان; ذلك أنهم لا يُوادُّون المؤمنين, فاليهود يوالي بعضهم بعضًا,
وكذلك النصارى, وكلا الفريقين يجتمع على عداوتكم. وأنتم - أيها المؤمنون-
أجدرُ بأن ينصر بعضُكم بعضًا. ومن يتولهم منكم فإنه يصير من جملتهم, وحكمه
حكمهم. إن الله لا يوفق الظالمين الذين يتولون الكافرين.


فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ
نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا
فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ( 52 )


يخبر الله تعالى عن جماعة من المنافقين أنهم كانوا يبادرون في موادة اليهود
لما في قلوبهم من الشكِّ والنفاق, ويقولون: إنما نوادُّهم خشية أن يظفروا
بالمسلمين فيصيبونا معهم, قال الله تعالى ذكره: فعسى الله أن يأتي بالفتح -
أي فتح « مكة » - وينصر نَبِيَّه, ويُظْهِر الإسلام والمسلمين على الكفار,
أو يُهيِّئ من الأمور ما تذهب به قوةُ اليهود والنَّصارى, فيخضعوا
للمسلمين, فحينئذٍ يندم المنافقون على ما أضمروا في أنفسهم من موالاتهم.


وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:12 am

فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ( 53 )


وحينئذ يقول بعض المؤمنين لبعض مُتعجِّبين من حال المنافقين - إذا كُشِف
أمرهم- : أهؤلاء الذين أقسموا بأغلظ الأيمان إنهم لَمَعَنا؟! بطلت أعمال
المنافقين التي عملوها في الدنيا, فلا ثواب لهم عليها; لأنهم عملوها على
غير إيمان, فخسروا الدنيا والآخرة.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 54 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه,
ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك, فلن يضرُّوا الله شيئًا,
وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه, رحماء بالمؤمنين أشدَّاء
على الكافرين, يجاهدون أعداء الله, ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك
الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد, والله واسع الفضل, عليم بمن يستحقه من
عباده.


إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ( 55 )


إنما ناصركم - أيُّها المؤمنون- الله ورسوله, والمؤمنون الذين يحافظون على
الصلاة المفروضة, ويؤدون الزكاة عن رضا نفس, وهم خاضعون لله.


وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ( 56 )


ومن وثق بالله وتولَّى الله ورسوله والمؤمنين, فهو من حزب الله, وحزب الله هم الغالبون المنتصرون.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ( 57 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تتخذوا الذين يستهزئون
ويتلاعبون بدينكم من أهل الكتاب والكفارَ أولياءَ, وخافوا الله إن كنتم
مؤمنين به وبشرعه.
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ( 58 )


وإذا أذَّن مؤذنكم - أيها المؤمنون- بالصلاة سخر اليهود والنصارى والمشركون
واستهزؤوا من دعوتكم إليها؛ وذلك بسبب جهلهم بربهم، وأنهم لا يعقلون حقيقة
العبادة.
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا
بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ
أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ( 59 )


قل - أيها الرسول- لهؤلاء المستهزئين من أهل الكاب: ما تَجِدُونه مطعنًا أو
عيبًا هو محمدة لنا: من إيماننا بالله وكتبه المنزلة علينا, وعلى من كان
قبلنا, وإيماننا بأن أكثركم خارجون عن الطريق المستقيم!


قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ
مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ
وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ
عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ( 60 )


قل - أيها النبي- للمؤمنين: هل أخبركم بمن يُجازَى يوم القيامة جزاءً أشدَّ
مِن جزاء هؤلاء الفاسقين؟ إنهم أسلافهم الذين طردهم الله من رحمته وغَضِب
عليهم, ومَسَخَ خَلْقهم, فجعل منهم القردة والخنازير, بعصيانهم وافترائهم
وتكبرهم, كما كان منهم عُبَّاد الطاغوت ( وهو كل ما عُبِد من دون الله وهو
راضٍ ) , لقد ساء مكانهم في الآخرة, وضلَّ سَعْيُهم في الدنيا عن الطريق
الصحيح.


وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ
قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ( 61 )


وإذا جاءكم - أيها المؤمنون- منافقو اليهود, قالوا: آمنَّا, وهم مقيمون على
كفرهم, قد دخلوا عليكم بكفرهم الذي يعتقدونه بقلوبهم, ثم خرجوا وهم
مصرُّون عليه, والله أعلم بسرائرهم, وإن أظهروا خلاف ذلك.


وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 62 )


وترى - أيها الرسول- كثيرًا من اليهود يبادرون إلى المعاصي من قول الكذب
والزور, والاعتداء على أحكام الله, وأكْل أموال الناس بالباطل, لقد ساء
عملهم واعتداؤهم.


لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ
الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( 63 )


هلا ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان أئمتُهم وعلماؤهم, عن قول
الكذب والزور, وأكل أموال الناس بالباطل, لقد ساء صنيعهم حين تركوا النهي
عن المنكر.


وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ
وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ
يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا
لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ( 64 )


يُطلع الله نَبِيَّه على شيء من مآثم اليهود - وكان مما يُسرُّونه فيما
بينهم- أنهم قالوا: يد الله محبوسة عن فعل الخيرات, بَخِلَ علينا بالرزق
والتوسعة, وذلك حين لحقهم جَدْب وقحط. غُلَّتْ أيديهم, أي: حبست أيديهم هم
عن فِعْلِ الخيرات, وطردهم الله من رحمته بسبب قولهم. وليس الأمر كما
يفترونه على ربهم, بل يداه مبسوطتان لا حَجْرَ عليه, ولا مانع يمنعه من
الإنفاق, فإنه الجواد الكريم, ينفق على مقتضى الحكمة وما فيه مصلحة العباد.
وفي الآية إثبات لصفة اليدين لله سبحانه وتعالى كما يليق به من غير تشبيه
ولا تكييف. لكنهم سوف يزدادون طغيانًا وكفرًا بسبب حقدهم وحسدهم; لأن الله
قد اصطفاك بالرسالة. ويخبر تعالى أن طوائف اليهود سيظلون إلى يوم القيامة
يعادي بعضهم بعضًا, وينفر بعضهم من بعض, كلما تآمروا على الكيد للمسلمين
بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب ردَّ الله كيدهم, وفرَّق شملهم, ولا يزال
اليهود يعملون بمعاصي الله مما ينشأ عنها الفساد والاضطراب في الأرض. والله
تعالى لا يحب المفسدين.


وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 65 )


ولو أن اليهود والنصارى صدَّقوا الله ورسوله, وامتثلوا أوامر الله واجتنبوا
نواهيه, لكفَّرنا عنهم ذنوبهم, ولأدخلناهم جنات النعيم في الدار الآخرة.


وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا
يَعْمَلُونَ ( 66 )


ولو أنَّهم عملوا بما في التوراة والإنجيل, وبما أُنْزِل عليك أيها الرسول -
وهو القرآن الكريم - لرُزِقوا من كلِّ سبيلٍ, فأنزلنا عليهم المطر,
وأنبتنا لهم الثمر, وهذا جزاء الدنيا. وإنَّ مِن أهل الكتاب فريقًا معتدلا
ثابتًا على الحق, وكثير منهم ساء عملُه, وضل عن سواء السبيل.


يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( 67 )


يا أيها الرسول بلِّغ وحي الله الذي أنزِل إليك من ربك, وإن قصَّرت في
البلاغ فَكَتَمْتَ منه شيئًا, فإنك لم تُبَلِّغ رسالة ربِّك, وقد بلَّغ صلى
الله عليه وسلم رسالة ربه كاملة, فمن زعم أنه كتم شيئًا مما أنزِل عليه,
فقد أعظم على الله ورسوله الفرية. والله تعالى حافظك وناصرك على أعدائك,
فليس عليك إلا البلاغ. إن الله لا يوفق للرشد مَن حاد عن سبيل الحق, وجحد
ما جئت به من عند الله.




قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا
التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( 68 )



قل - أيها الرسول- لليهود والنصارى: إنكم لستم على حظٍّ من الدين ما دمتم
لم تعملوا بما في التوراة والإنجيل, وما جاءكم به محمد من القرآن, وإن
كثيرًا من أهل الكتاب لا يزيدهم إنزالُ القرآن إليك إلا تجبُّرًا وجحودًا,
فهم يحسدونك; لأن الله بعثك بهذه الرسالة الخاتمة, التي بَيَّن فيها
معايبهم, فلا تحزن - أيها الرسول- على تكذيبهم لك.


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ
وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 69 )


إن الذين آمنوا ( وهم المسلمون ) واليهود, والصابئين ( وهم قوم باقون على
فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه ) والنصارى ( وهم أتباع المسيح ) من آمن
منهم بالله الإيمان الكامل, وهو توحيد الله والتصديق بمحمد صلى الله عليه
وسلم وبما جاء به, وآمن باليوم الآخر, وعمل العمل الصالح, فلا خوف عليهم من
أهوال يوم القيامة, ولا هم يحزنون على ما تركوه وراءهم في الدنيا.


لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ
رُسُلا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا
كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ( 70 )


لقد أخذنا العهد المؤكَّد على بني إسرائيل في التوراة بالسمع والطاعة,
وأرسلنا إليهم بذلك رسلنا, فَنَقَضوا ما أُخذ عليهم من العهد, واتبعوا
أهواءهم, وكانوا كلما جاءهم رسول من أولئك الرسل بما لا تشتهيه أنفسهم
عادَوْه: فكذبوا فريقًا من الرسل, وقتلوا فريقًا آخر.


وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِمَا يَعْمَلُونَ ( 71 )


وظنَّ هؤلاء العُصاة أن الله لن يأخذهم بالعذاب جزاء عصيانهم وعُتُوِّهم,
فمضوا في شهواتهم, وعمُوا عن الهدى فلم يبصروه, وصَمُّوا عن سماع الحقِّ
فلم ينتفعوا به, فأنزل الله بهم بأسه, فتابوا فتاب الله عليهم, ثم عَمِي
كثيرٌ منهم, وصمُّوا, بعدما تبين لهم الحقُّ, والله بصير بأعمالهم خيرها
وشرها وسيجازيهم عليها.


لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ
مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ أَنْصَارٍ ( 72 )


يقسم الله تعالى بأن الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم, قد كفروا
بمقالتهم هذه, وأخبر تعالى أن المسيح قال لبني إسرائيل: اعبدوا الله وحده
لا شريك له, فأنا وأنتم في العبودية سواء. إنه من يعبد مع الله غيره فقد
حرَّم الله عليه الجنة, وجعل النار مُستَقَرَّه, وليس له ناصرٌ يُنقذُه
منها.


لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا
مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ
لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 73 )


لقد كفر من النصارى من قال: إنَّ الله مجموع ثلاثة أشياء: هي الأب, والابن,
وروح القدس. أما عَلِمَ هؤلاء النصارى أنه ليس للناس سوى معبود واحد, لم
يلد ولم يولد, وإن لم ينته أصحاب هذه المقالة عن افترائهم وكذبهم
ليُصِيبَنَّهم عذاب مؤلم موجع بسبب كفرهم بالله.
أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 74 )


أفلا يرجع هؤلاء النصارى إلى الله تعالى, ويتولون عمَّا قالوا, ويسألون
الله تعالى المغفرة؟ والله تعالى متجاوز عن ذنوب التائبين, رحيمٌ بهم


مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ
كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( 75 )


ما المسيح ابن مريم عليه السلام إلا رسولٌ كمن تقدمه من الرسل, وأُمُّه قد
صَدَّقت تصديقًا جازمًا علمًا وعملا وهما كغيرهما من البشر يحتاجان إلى
الطعام, ولا يكون إلهًا مَن يحتاج الى الطعام ليعيش. فتأمَّل - أيها
الرسول- حال هؤلاء الكفار. لقد وضحنا العلاماتِ الدالةَ على وحدانيتنا,
وبُطلان ما يَدَّعونه في أنبياء الله. ثم هم مع ذلك يَضِلُّون عن الحق الذي
نَهديهم إليه, ثم انظر كيف يُصرفون عن الحق بعد هذا البيان؟


قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 76 )


قل - أيها الرسول- لهؤلاء الكفرة: كيف تشركون مع الله من لا يَقْدِرُ على
ضَرِّكم, ولا على جَلْبِ نفع لكم؟ والله هو السميع لأقوال عباده, العليم
بأحوالهم.


قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا
كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ( 77 )


قل - أيها الرسول- للنصارى: لا تتجاوزوا الحقَّ فيما تعتقدونه من أمر
المسيح, ولا تتبعوا أهواءكم, كما اتَّبع اليهود أهواءهم في أمر الدين,
فوقعوا في الضلال, وحملوا كثيرًا من الناس على الكفر بالله, وخرجوا عن طريق
الاستقامة الى طريق الغَواية والضلال.


لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ( 78 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منه 2012
مدير
مدير


بلدى بلدى : المنصوره
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 482
الشهره الشهره : 1063
نقاط التقيم نقاط التقيم : 1
تاريخ الميلاد : 12/02/1981
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2012
العمر : 43

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالأربعاء أغسطس 15, 2012 9:13 am

يخبر
تعالى أنه طرد من رحمته الكافرين من بني إسرائيل في الكتاب الذي أنزله على
داود - عليه السلام- وهو الزَّبور, وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى - عليه
السلام - وهو الإنجيل; بسبب عصيانهم واعتدائهم على حرمات الله.


كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ( 79 )


كان هؤلاء اليهود يُجاهرون بالمعاصي ويرضونها, ولا يَنْهى بعضُهم بعضًا عن
أيِّ منكر فعلوه, وهذا من أفعالهم السيئة, وبه استحقوا أن يُطْرَدُوا من
رحمة الله تعالى.


تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ( 80 )


تَرَى - أيها الرسول- كثيرًا من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم,
ساء ما عملوه من الموالاة التي كانت سببًا في غضب الله عليهم, وخلودهم في
عذاب الله يوم القيامة.


وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ
فَاسِقُونَ ( 81 )



ولو أن هؤلاء اليهود الذين يناصرون المشركين كانوا قد آمنوا بالله تعالى
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وأقرُّوا بما أنزل إليه - وهو القرآن
الكريم- ما اتخذوا الكفار أصحابًا وأنصارًا, ولكن كثيرًا منهم خارجون عن
طاعة الله ورسوله.


لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ
قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( 82 )


لتجدنَّ - أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك
واتبعوك, اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم, وغمطهم الحق, والذين أشركوا مع الله
غيره, كعبدة الأوثان وغيرهم, ولتجدنَّ أقربهم مودة للمسلمين الذين قالوا:
إنا نصارى, ذلك بأن منهم علماء بدينهم متزهدين وعبَّادًا في الصوامع
متنسكين, وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحق, وهؤلاء هم الذين قبلوا
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, وآمنوا بها.


وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا
آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ( 83 )


ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين أن فريقًا منهم ( وهم وفد الحبشة لما
سمعوا القرآن ) فاضت أعينهم من الدمع فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله
تعالى, وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله, وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف
الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة.


وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ
وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ( 84 )


وقالوا: وأيُّ لوم علينا في إيماننا بالله, وتصديقنا بالحق الذي جاءنا به
محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله, واتباعنا له, ونرجو أن يدخلنا ربنا
مع أهل طاعته في جنته يوم القيامة؟


فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( 85 )


فجزاهم الله بما قالوا من الاعتزاز بإيمانهم بالإسلام, وطلبهم أن يكونوا مع
القوم الصالحين, جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها لا يخرجون
منها, ولا يُحوَّلون عنها, وذلك جزاء إحسانهم في القول والعمل.


وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 86 )


والذين جحدوا وحدانية الله وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وكذَّبوا
بآياته المنزلة على رسله, أولئك هم أصحاب النار الملازمون لها.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (
87 )


يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات أحلَّها الله لكم من المطاعم
والمشارب ونكاح النساء, فتضيقوا ما وسَّع الله عليكم, ولا تتجاوزوا حدود ما
حرَّم الله. إن الله لا يحب المعتدين.


وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ( 88 )


وتمتعوا - أيها المؤمنون- بالحلال الطيب مما أعطاكم الله ومنحكم إياه,
واتقوا الله بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه; فإن إيمانكم بالله يوجب عليكم
تقواه ومراقبته.


لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ
يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ
عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ
كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ
ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ
وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 89 )


لا يعاقبكم الله - أيها المسلمون- فيما لا تقصدون عَقْدَه من الأيمان, مثل
قول بعضكم: لا والله, وبلى والله, ولكن يعاقبكم فيما قصدتم عقده بقلوبكم,
فإذا لم تَفُوا باليمين فإثم ذلك يمحوه الله بما تقدِّمونه مما شرعه الله
لكم كفارة من إطعام عشرة مساكين, لكل سكين نصف صاع من أوسط طعام أهل البلد,
أو كسوتهم, لكل مسكين ما يكفي في الكسوة عُرفًا, أو إعتاق مملوك من الرق,
فالحالف الذي لم يف بيمينه مخير بين هنا الأمور الثلاثة, فمن لم يجد شيئًا
من ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام. تلك مكفرات عدم الوفاء بأيمانكم, واحفظوا -
أيها المسلمون- أيمانكم: باجتناب الحلف, أو الوفاء إن حلفتم, أو الكفارة
إذا لم تفوا بها. وكما بيَّن الله لكم حكم الأيمان والتحلل منها يُبيِّن
لكم أحكام دينه; لتشكروا له على هدايته إياكم إلى الطريق المستقيم.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 90 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إنما الخمر: وهي كل مسكر
يغطي العقل, والميسر: وهو القمار, وذلك يشمل المراهنات ونحوها, مما فيه عوض
من الجانبين, وصدٌّ عن ذكر الله, والأنصاب: وهي الحجارة التي كان المشركون
يذبحون عندها تعظيمًا لها, وما ينصب للعبادة تقربًا إليه, والأزلام: وهي
القِداح التي يستقسم بها الكفار قبل الإقدام على الشيء, أو الإحجام عنه, إن
ذلك كله إثمٌ مِن تزيين الشيطان, فابتعدوا عن هذه الآثام, لعلكم تفوزون
بالجنة.


إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ
اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ( 91 )


إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة
والبغضاء, بسبب شرب الخمر ولعب الميسر, ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة
بغياب العقل في شرب الخمر, والاشتغال باللهو في لعب الميسر, فانتهوا عن
ذلك.


وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
( 92 )


وامتثلوا - أيها المسلمون- طاعة الله وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
في كل ما تفعلون وتتركون, واتقوا الله وراقبوه في ذلك, فإن أعرضتم عن
الامتثال فعملتم ما نهيتم عنه, فاعلموا أنما على رسولنا محمد صلى الله عليه
وسلم البلاغ المبين.


لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ
اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ ( 93 )


ليس على المؤمنين الذين شربوا الخمر قبل تحريمها إثم في ذلك, إذا تركوها
واتقوا سخط الله وآمنوا به, وقدَّموا الأعمال الصالحة التي تدل على إيمانهم
ورغبتهم في رضوان الله تعالى عنهم, ثم ازدادوا بذلك مراقبة لله عز وجل
وإيمانا به, حتى أصبحوا مِن يقينهم يعبدونه, وكأنهم يرونه. وإن الله تعالى
يحب الذين بلغوا درجة الإحسان حتى أصبح إيمانهم بالغيب كالمشاهدة.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ
الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ
يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ
أَلِيمٌ ( 94 )


يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, ليبلونكم الله بشيء من
الصيد يقترب منكم على غير المعتاد حيث تستطيعون أَخْذَ صغاره بغير سلاح
وأخذ كباره بالسلاح; ليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق الذين يخافون ربهم
بالغيب, ليقينهم بكمال علمه بهم, وذلك بإمساكهم عن الصيد, وهم محرمون. فمن
تجاوز حَدَّه بعد هذا البيان فأقدم على الصيد - وهو مُحْرِم- فإنه يستحق
العذاب الشديد.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ
النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ
الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ
صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ
عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 95 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تقتلوا صيد البر, وأنتم
محرمون بحج أو عمرة, أو كنتم داخل الحرم ومَن قتل أيَّ نوعٍ من صيد البرِّ
متعمدًا فجزاء ذلك أن يذبح مثل ذلك الصيد من بهيمة الأنعام: الإبل أو
البقر أو الغنم, بعد أن يُقَدِّره اثنان عدلان, وأن يهديه لفقراء الحرم, أو
أن يشتري بقيمة مثله طعامًا يهديه لفقراء الحرم لكل مسكين نصف صاع, أو
يصوم بدلا من ذلك يوما عن كل نصف صاع من ذلك الطعام, فَرَضَ الله عليه هذا
الجزاء; ليلقى بإيجاب الجزاء المذكور عاقبة فِعْله. والذين وقعوا في شيء من
ذلك قبل التحريم فإن الله تعالى قد عفا عنهم, ومَن عاد إلى المخالفة
متعمدًا بعد التحريم, فإنه مُعَرَّض لانتقام الله منه. والله تعالى عزيز
قويٌّ منيع في سلطانه, ومِن عزته أنه ينتقم ممن عصاه إذا أراد, لا يمنعه من
ذلك مانع.


أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ
وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ
حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 96 )


أحل الله لكم - أيها المسلمون- في حال إحرامكم صيد البحر, وهو ما يصاد منه
حيًّا, وطعامه: وهو الميت منه; من أجل انتفاعكم به مقيمين أو مسافرين, وحرم
عليكم صيد البَرِّ ما دمتم محرمين بحج أو عمرة. واخشوا الله ونفذوا جميع
أوامِره, واجتنبوا جميع نواهيه; حتى تظفَروا بعظيم ثوابه, وتَسْلموا من
أليم عقابه عندما تحشرون للحساب والجزاء.


جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ
وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 97 )


امتنَّ الله على عباده بأن جعل الكعبة البيت الحرام صلاحًا لدينهم, وأمنًا
لحياتهم; وذلك حيث آمنوا بالله ورسوله وأقاموا فرائضه, وحرَّم العدوان
والقتال في الأشهر الحرم ( وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ) فلا
يعتدي فيها أحد على أحد, وحرَّم تعالى الاعتداء على ما يُهدَى إلى الحرم من
بهيمة الأنعام, وحرَّم كذلك الاعتداء على القلائد, وهي ما قُلِّد إشعارًا
بأنه بقصد به النسك; ذلك لتعلموا أن الله يعلم جميع ما في السموات وما في
الأرض, ومن ذلك ما شرعه لحماية خلقه بعضهم من بعض, وأن الله بكل شيء عليم,
فلا تخفى عليه خافية.


اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 98 )


اعلموا - أيها الناس- أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه, وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب.


مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ( 99 )


يبيِّن الله تعالى أن مهمة رسوله صلى الله عليه وسلم هداية الدلالة
والتبليغ, وبيد الله - وحده- هداية التوفيق, وأن ما تنطوي عليه نفوس الناس
مما يُسرون أو يعلنون من الهداية أو الضلال يعلمه الله.


قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ
الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ( 100 )


قل - أيها الرسول- : لا يستوي الخبيث والطيب من كل شيء, فالكافر لا يساوي
المؤمن, والعاصي لا يساوي المطيع, والجاهل لا يساوي العالم, والمبتدع لا
يساوي المتبع, والمال الحرام لا يساوي الحلال, ولو أعجبك - أيها الإنسان-
كثرة الخبيث وعدد أهله. فاتقوا الله يا أصحاب العقول الراجحة باجتناب
الخبائث, وفعل الطيبات; لتفلحوا بنيل المقصود الأعظم, وهو رضا الله تعالى
والفوز بالجنة.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ
لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ
تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ( 101 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تسألوا عن أشياء من
أمور الدين لم تؤمروا فيها بشيء, كالسؤال عن الأمور غير الواقعة, أو التي
يترتب عليها تشديدات في الشرع, ولو كُلِّفتموها لشقَّتْ عليكم, وإن تسألوا
عنها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين نزول القرآن عليه تُبيَّن
لكم, وقد تُكلَّفونها فتعجزون عنها, تركها الله معافيًا لعباده منها. والله
غفور لعباده إذا تابوا, حليم عليهم فلا يعاقبهم وقد أنابوا إليه.


قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ( 102 )


إن مثل تلك الأسئلة قد سألها قومٌ مِن قبلكم رسلَهم, فلما أُمِروا بها جحدوها, ولم ينفذوها, فاحذروا أن تكونوا مثلهم.


مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا
حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ( 103 )


ما شرع الله للمشركين ما ابتدعوه في بهيمة الأنعام مِن تَرْك الانتفاع
ببعضها وجعلها للأصنام, وهي: البَحيرة التي تُقطع أذنها إذا ولدت عددًا من
البطون, والسائبة وهي التي تُترك للأصنام, والوصيلة وهي التي تتصل ولادتها
بأنثى بعد أنثى, والحامي وهو الذكر من الإبل إذا وُلد من صلبه عدد من
الإبل, ولكن الكفار نسبوا ذلك إلى الله تعالى افتراء عليه, وأكثر الكافرين
لا يميزون الحق من الباطل.


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى
الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ
كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ( 104 )


وإذا قيل لهؤلاء الكفار المحرِّمين ما أحل الله: تعالوا إلى تنزيل الله
وإلى رسوله ليتبين لكم الحلال والحرام, قالوا: يكفينا ما ورثناه عن آبائنا
من قول وعمل, أيقولون ذلك ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا أي: لا يفهمون
حقًّا ولا يعرفونه, ولا يهتدون إليه؟ فكيف يتبعونهم, والحالة هذه؟ فإنه لا
يتبعهم إلا من هو أجهل منهم وأضل سبيلا.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ
مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 105 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ألزموا أنفسكم بالعمل
بطاعة الله واجتناب معصيته, وداوموا على ذلك وإن لم يستجب الناس لكم, فإذا
فعلتم ذلك فلا يضركم ضلال مَن ضلَّ إذا لزمتم طريق الاستقامة, وأمرتم
بالمعروف ونهيتم عن المنكر, إلى الله مرجعكم جميعًا في الآخرة, فيخبركم
بأعمالكم, ويجازيكم عليها.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ
أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ
فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ
الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ
ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا
إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ ( 106 )


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه إذا قرب الموت من أحدكم,
فلْيُشْهِد على وصيته اثنين أمينين من المسلمين أو آخرين من غير المسلمين
عند الحاجة, وعدم وجود غيرهما من المسلمين, تُشهدونهما إن أنتم سافرتم في
الأرض فحلَّ بكم الموت, وإن ارتبتم في شهادتهما فقفوهما من بعد الصلاة - أي
صلاة المسلمين, وبخاصة صلاة العصر- ، فيقسمان بالله قسمًا خالصًا لا
يأخذان به عوضًا من الدنيا, ولا يحابيان به ذا قرابة منهما, ولا يكتمان به
شهادة لله عندهما, وأنهما إن فَعَلا ذلك فهما من المذنبين.


فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ
مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ
فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا
اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ( 107 )


فإن اطلع أولياء الميت على أن الشاهدين المذكورين قد أثما بالخيانة في
الشهادة أو الوصية فليقم مقامهما في الشهادة اثنان من أولياء الميت فيقسمان
بالله: لَشهادتنا الصادقة أولى بالقبول من شهادتهما الكاذبة, وما تجاوزنا
الحق في شهادتنا, إنا إن اعتدينا وشهدنا بغير الحق لمن الظالمين المتجاوزين
حدود الله.


ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ
يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( 108 )


ذلك الحكم عند الارتياب في الشاهدين من الحلف بعد الصلاة وعدم قبول
شهادتهما, أقرب إلى أن يأتوا بالشهادة على حقيقتها خوفًا من عذاب الآخرة,
أو خشية من أن ترد اليمين الكاذبة من قِبَل أصحاب الحق بعد حلفهم, فيفتضح
الكاذب الذي ردت يمينه في الدنيا وقت ظهور خيانته. وخافوا الله - أيها
الناس- وراقبوه أن تحلفوا كذبًا, وأن تقتطعوا بأيمانكم مالا حرامًا,
واسمعوا ما توعظون به. والله لا يهدي القوم الفاسقين الخارجين عن طاعته.


يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 )


واذكروا - أيها الناس- يوم القيامة يوم يجمع الله الرسل عليهم السلام,
فيسألهم عن جواب أممهم لهم حينما دعوهم إلى التوحيد فيجيبون: لا علم لنا,
فنحن لا نعلم ما في صدور الناس, ولا ما أحدثوا بعدنا. إنك أنت عليم بكل شيء
مما ظهر وخفي.


إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ
وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا
بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ
الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ
جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ
هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 )


إذ قال الله يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من
غير أب, وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين, وبرأتها مما نُسِب
إليها, ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام, يكلم
الناس وهو رضيع, ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من
التوحيد, ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم, ووهبه قوة
الفهم والإدراك, وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام,
والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس, ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين
كهيئة الطير فينفخ في تلك الهيئة, فتكون طيرًا بإذن الله, ومنها أنه يشفي
الذي وُلِد أعمى فيبصر, ويشفي الأبرص, فيعود جلده سليمًا بإذن الله, ومنها
أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى فيقومون من قبورهم أحياء, وذلك كله بإرادة
الله تعالى وإذنه, وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام, ثم
يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله, وقد
جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته, فقال الذين كفروا منهم: إنَّ
ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر.


وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ( 111 )


واذكر نعمتي عليك, إذ ألهمتُ, وألقيتُ في قلوب جماعة من خلصائك أن يصدقوا
بوحدانية الله تعالى ونبوتك, فقالوا: صدَّقنا يا ربنا, واشهد بأننا خاضعون
لك منقادون لأمرك.


إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ
رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ
اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 112 )




واذكر إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك إن سألته أن ينزل
علينا مائدة طعام من السماء؟ فكان جوابه أن أمرهم بأن يتقوا عذاب الله
تعالى, إن كانوا مؤمنين حقَّ الإيمان.


قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا
وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (
113 )


قال الحواريون: نريد أن نأكل من المائدة وتسكن قلوبنا لرؤيتها, ونعلم يقينا
صدقك في نبوتك, وأن نكون من الشاهدين على هذه الآية أن الله أنزلها حجة له
علينا في توحيده وقدرته على ما يشاء, وحجة لك على صدقك في نبوتك.


قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا
وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 114 )


أجاب عيسى ابن مريم طلب الحواريين فدعا ربه جل وعلا قائلا ربنا أنزل علينا
مائدة طعام من السماء, نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا, نعظمه نحن ومَن بعدنا,
وتكون المائدة علامة وحجة منك يا ألله على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي,
وامنحنا من عطائك الجزيل, وأنت خير الرازقين.


قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ
مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ
الْعَالَمِينَ ( 115 )


قال الله تعالى: إني منزل مائدة الطعام عليكم, فمن يجحد منكم وحدانيتي
ونبوة عيسى عليه السلام بعد نزول المائدة فإني أعذبه عذابًا شديدًا, لا
أعذبه أحدًا من العالمين. وقد نزلت المائدة كما وعد الله.


وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ
فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي
نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 116 )


واذكر إذ قال الله تعالى يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس
اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟ فأجاب عيسى - منزِّهًا الله تعالى- : ما
ينبغي لي أن أقول للناس غير الحق. إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه; لأنه لا
يخفى عليك شيء, تعلم ما تضمره نفسي, ولا أعلم أنا ما في نفسك. إنك أنت
عالمٌ بكل شيء مما ظهر أو خفي.


مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 117 )


قال عيسى عليه السلام: يا ربِّ ما قلتُ لهم إلا ما أوحيته إليَّ, وأمرتني
بتبليغه من إفرادك بالتوحيد والعبادة, وكنتُ على ما يفعلونه - وأنا بين
أظهرهم- شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم, فلما وفيتني أجلي على الأرض,
ورفعتني إلى السماء حيًّا, كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم, وأنت على كل شيء
شهيد, لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء.


إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 118 )


إنك يا ألله إن تعذبهم فإنهم عبادك - وأنت أعلم بأحوالهم- ، تفعل بهم ما
تشاء بعدلك, وإن تغفر برحمتك لمن أتى منهم بأسباب المغفرة, فإنك أنت العزيز
الذي لا يغالَبُ, الحكيم في تدبيره وأمره. وهذه الآية ثناء على الله -
تعالى- بحكمته وعدله, وكمال علمه.


قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (
119 )


قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة: هذا يوم الجزاء الذي ينفع
الموحدين توحيدهم ربهم, وانقيادهم لشرعه, وصدقهم في نياتهم وأقوالهم
وأعمالهم, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ماكثين فيها أبدًا, رضي
الله عنهم فقبل حسناتهم, ورضوا عنه بما أعطاهم من جزيل ثوابه. ذلك الجزاء
والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم.


لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 120 )


لله وحده لا شريك له ملك السموات والأرض وما فيهن, وهو - سبحانه- على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shrook57
مدير
مدير
shrook57

بلدى بلدى : مصر
الجنس : انثى المشاركات المشاركات : 251
الشهره الشهره : 534
نقاط التقيم نقاط التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 17/03/1985
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 31/05/2012
العمر : 39
الموقع : shrook57@yahoo.com
المزاج : قهوة زيادة

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالخميس أغسطس 16, 2012 6:12 am

fgjhygfuj
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dewpoint
مشرف الزراعة و الغرس
مشرف الزراعة و الغرس
dewpoint

بلدى بلدى : كفرالشيخ
الجنس : ذكر المشاركات المشاركات : 350
الشهره الشهره : 894
نقاط التقيم نقاط التقيم : 0
تاريخ الميلاد : 16/04/1989
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 15/01/2013
العمر : 35
الموقع : http://kenanaonline.com/dewpoint
المزاج : الحمد لله

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورةالمائده تفسيرها ومضمونها   سورةالمائده تفسيرها ومضمونها Emptyالإثنين يناير 21, 2013 5:12 pm

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها 274959_1220692292سورةالمائده تفسيرها ومضمونها 274959_1220692356
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://kenanaonline.com/dewpoint
 

سورةالمائده تفسيرها ومضمونها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» سورةالمائده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ايجى لايك  :: الخيمة الرمضانية الكريمة :: منتدى رمضان كريم-