قال الإمام أحمد بن حنبل من أصول السنة

قال
الإمام أحمد فى أصول السنه : { ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل
يعمله بجنة ولا نار، نرجوا للصالح ونخاف عليه، ونخاف على المسيء المذنب،
ونرجوا له رحمة اللّه , ومن لقي اللّه بذنب تجب له به النار تائبا غير
مُصرِّ عليه، فإن اللّه يتوب عليه، ويقبل
التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات , ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك
الذنب في الدنيا، فهو كفارته، كما جاء في الخبر عن رسول اللّه صَلَّى
اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن لَقِيَه مُصِرّا غير تائب من الذنوب التي
استوجب بها العقوبة فأمْره إلى اللّه، إن شاء عذّبه، وإن شاء غفر له، ومن
لقيه وهو كافر عذّبه ولم يغفر له } .

الشرح مفرغا للشيخ ربيع المدخلى حفظه الله :
--------------------------------------------------
(ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار) إلا إذا كان كفرا، كان كفرا
باللّه أو شركا باللّه فهذا له حكمه، أما بمعصية من المعاصي فلا نحكم له
بجنة ولا نار، إن عمل صالحا نرجوا له الجنة، وإن عمل ما يوجب النار نخاف
عليه، نرجوا للمطيع ونخاف على العاصي ولا نقطع لأحد بجنة ولا نار، لأن هذا
ليس إلا للّه عز وجل إلا كفرا بواحا، يهودي نصراني كافر واضح هذا يقال في
النار، نقطع بأن الكافر في النار، وأما المؤمن العاصي أو المطيع فلا نحكم
لأحد بجنة ولا نار، هذا إلى اللّه عز وجل، ونرجوا للمطيع ونخاف على
العاصي، نرجوا للصالح وأيضا نخاف عليه، لأنه قد يكون يعمل فيما يبدو للناس
الخير وهو في الواقع خلاف ذلك، وقد حصل رجل أثخن في العدو وقال الرسول
صَلَّى اللّه عَالَيْهِ وَسَالَّمَ: ((إنه في النار)) (1) ظاهره مجاهدة
لكن النية شيء آخر.

وكذلك الذي أصيب بسهم، قال الصحابة: فلان شهيد، فلان شهيدة حتى أتوا
النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قال: ((كلاَّ إن الشملة التي
غلَّها لتلتهب عليه نارا)). (2)

وأم العلاء كان عندها عثمان بن مضعون "تمرضه فمات، فقالت: يا أبا السائب
لقد أكرمك اللّه، فقال رسول اللّه: ((وما يدريك أن اللّه أكرمه، واللّه
إنى لرسول اللّه ولا أدري ما يفعل بي)) ، فقالت:لا أزكي أحدا بعده، ثم رأت
في النوم أن له عينا تجري فأخبرت رسول اللّه فقال ذلك عمله. (3 )

الشاهد: أنك لا تجزم لأحد بجنة أو نار.

(ومن لقي اللّه بذنب تجب له به النار تائبا غير مُصرِّ عليه، فإن اللّه يتوب عليه) " قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا "الزمر53 , واللّه يحب التوبة ويحب التوابين ويحب المتطهرين،
ونحن نرجوا للتائب ولا نقطع له بجنة ولا بنار، نرجوا له إن شاء اللّه،
(ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.) كما ورد في القرآن نصوص كثيرة
وأحاديث كثيرة تفيد أن اللّه يقبل توبة التائبين ويفرح ها.

(ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا، فهو كفارته، كما جاء في
الخبر عن رسول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يعني رسول اللّه
صَلَّى اللّه عَالَيْهِ وَسَالَّمَ كان في طائفة من أصحابه فقال: ((ألا
تبايعونى)) أو قال: ((بايعونى على أن لا تشركوا باللّه شيئا ولا تسرقوا
ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان بين أيديكم وأرجلكم، ولا
تعصونى في المعروف)) يعني بيعة النساء، قالوا: بايعناك على ذلك. قال:
((فمن وفَّى منكم ذلك فأجره على اللّه، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به في
الدنيا فهو كفارته، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره اللّه عليه أمره إلى اللّه
إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه))، (4) فالعاصي تحت مشيئة اللّه كما قال: (
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِه وَيَغْفِرُ مادون ذَلِكَ
لِمَن يَشَاء "النساء:48، 116 ة وفي هذا إذا مات العاصي فهو تحت مشيئة
اللّهَ إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فهو الغفور الرحيم الحليم، حتى إن
العبد ليأتي بأمثال الجبال من الذنوب فيعفو اللّه عنه , صاحب السجلات الذي
جاء بالذنوب جاء بتسعة وتسعين سجلا كل منها مد البصر وجاء بكلمة لا إد له
إلا اللّه، فعفا اللّه عنه. (1)

الموحد الذي يلقى اللّه غير مشرك في النهاية له الغفران والإخراج من النار.

(ومن لقيه وهو كافر عذّبه ولم يغفر له) (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَن يَشَاء، (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) المائده:72.

----------------------------------------------
(1) البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، حديث رقم (4203).
مسلم: كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، حديث رقم (111، 112)

(2) البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، حديث رقم (4234).
مسلم: كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، حديث رقم (115). واللفظ له.

(3) البخاري: كتاب الشهادات، باب القرعة في المشكلات، حديث رقم (2687).

(4) البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ بمكة وبيعة العقبة، حديث رقم (3892).
مسلم: كتاب الحدود، باب الحدود كفارات لأهلها، حديث رقم (1709)

» من بديع أصول التحقيق الجنائي في الإسلام
» احذروا الكفر في رأس السنة
» حكم الإحتفال بالكريسماس و رأس السنة الميلادية
» منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة
» أحمد على فى الأهلى "ببلاش"

قال الإمام أحمد بن حنبل من أصول السنة

قال الإمام أحمد بن حنبل من أصول السنة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة